إذا فكر المسلم في الجماع وأنزل هل يجب عليه الغسل أم يتوضأ . وهل يفطر الصائم ؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فإن الغسل يجب بأحد أمرين:
الأول: الجماع، سواء أنزل أم لم ينزل.
الثاني: الإنزال، سواء كان بجماع أو احتلام أم تفكير.
فمن جامع امرأته فإنه يجب عليه أن يغتسل، سواء حصل إنزال أم لم يحصل، لقوله صلى الله عليه وسلم: ( فإن جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها، فقد وجب الغسل) وفي لفظ لمسلم: (وإن لم ينزل).
وكذلك مطلق خروج الماء يوجب الغسل لعموم قوله تعالى: (وإن كنتم جنبا فاطهروا) ولقوله صلى الله عليه وسلم: (الماء من الماء) أن يجب الغسل بخروج الماء.
وأما إن فكر فأنزل في نهار رمضان، فإن استرسل هو في التفكير قصدا، ولم يتوقف، ولم يسع في إيقاف التفكير، فإن اليوم يفسد بذلك، والواجب عليه قضاء يوم آخر، ولا يجوز له أن يتم يومه مفطرا، بل الواجب الإمساك، مع القضاء والاغتسال، لأنه هو من أدخل على نفسه ما يوجب فساد صومه.
أما إن دافع التفكير والخاطرة، واجتهد في ذلك وِسعَه، لكن التفكير غلبه، حتى أنزل، فيرجى له صحة الصوم، مع وجوب الغسل، وعدم القضاء.
والله الموفق.
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
30/8/1432هـ