المواد / فتاوى منوعة / التعدي في الدعاء

التعدي في الدعاء

تاريخ النشر : 1 رمضان 1446 هـ - الموافق م | المشاهدات : 1419
مشاركة هذه المادة ×
"التعدي في الدعاء"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط

اريد معرفة ضوابط لعدم الوقوع فى الاعتداء فى الدعاء فى بعض الاحيان ادعو لعدة اخوات ويكون كنياتهن واحدة وليكن ام صالح فأقول مثلا فى الدعاء ام صالح التى فى مصر وادعو لها وهل الانسان لو دعى فقال اللهم اشفنى عاجلا يكون صحيح ذلك ام اعتداء او اجمعنى واولادى بزوجى رحمه الله فى الجنه عاجلا او اللهم توفنى فى مكة ساجدة وصائمة  هل هذة الصيغ تعتبر اعتداء فى الدعاء

الحمد لله رب العالمين.

حري بالمسلم أن يتعلم هدي النبي صلى الله عليه وسلم في كل شأنه، سيما فيما يتعلق بالعبادات، وقد جمع الله لنبيه صلى الله عليه وسلم في الدعاء خيري الدنيا والآخرة، فعودي لسانك أدعية النبي صلى الله عليه وسلم، كما أيضا جاء الدعاء كثيرا في القرآن، ربنا هب لنا من أزواجنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما، ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا، ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا،ونحوه من الأدعية الكريمة الجامعة، التي تجمع للعبد خير الدنيا والآخرة، فهذا خير من التكلف والسجع والإطالة والغرائب التي تأتي في أدعية بعض الناس، فهذه الإطالة، وتلك التفاصيل قد تكون من التعدي في الدعاء، كما أن البعض يفرض على الله في دعائه الخطة التشغيلية، وهذا أيضا من التعدي في الدعاء، فأنت إذا سألت الله فأجمل، وأجمع، فإذا سألت الجنة، آتاك الله الجنة ونعيمها وما فيها، وإن تعوذت من النار أعاذك الله من كل ما فيها، فلا حاجة للتفصيل في مثل هذا المقام، كما أنك إن سألت الله حسن الخاتمة، فسواء حصل وأنت ساجدة، أو غيره، وانظري كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر من قوله:اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، وإليك جملة من الضوابط في التعدي في الدعاء:

فمن أعظم وأبشع الصور: صرف الدعاء لغير الله، أو دعاءُ غيره معه .

ومن صور الاعتداء المحرم أن يثني العبد على الله بشيء لم يثن الله به على نفسه ولا أذن فيه . مثل قول بعضهم : يا سبحان ويا برهان وياغفران . وأيضا ً مثل قولهم : بارب طه ويس .

ومن الاعتداء في الدعاء تصغير أسماء الله تعالى ، أو دعاء صفات الله تعالى ، فلا يجوز أن يقال : يارحمة الله .

ومن الاعتداء في الدعاءِ الدعاء ُ بالمحال أو ما لا مطمع فيه ، مثل أن يسأل الخلود في الدنيا ، أو أن يطلعه على الغيب أو غير ذلك.

ومن صور التعدي في الدعاء ، الدعاء بلفظ اللعن أو النار ، مثل قول بعض الناس لبعض : لعنه الله ، أو عليه غضب الله ، أو أدخله الله جهنم . يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضبه ، ولا بالنار ) .

ومن صور التعدي المحرم في الدعاء ِ الدعاء ُ على غيره ظلما ً أو الدعاء في شيء محرم ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ) . أخرجه مسلم.

ومن التعدي في الدعاء: الدعاء ُ بتعجيل العقوبة على النفس أو الولد ظلما ً. وهذا مثل الرجل الذي عاده النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له : ( هل كنت تدعو الله بشيء ؟ قال : كنت أقول : اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا ، قال : سبحان الله إنك لا تستطيعه ، أو لا تطيقه ، هلا قلت : ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار ، قال : فدعا الله له فشفاه ) رواه مسلم .

ومن المكروه: في الدعاء السجع في اللفظ وتكلف صنعة الكلا ، فهو يذهب الخشوع والإخلاص، روى البخاري ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ( وانظر السجع من الدعاء فاجتنبه فاجتنبه، فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابَه لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب).

ومن الاعتداء في الدعاء : أن يقتصر في دعائه على طلب الدنيا فقط ، وقد عاب الله سبحانه وتعالى من اقتصر على طلبه الدنيا ، قال سبحانه (فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ) .

ومن التعدي في الدعاء: تحجر الدعاء، وقد ورد النهي عن ذلك ، يقول أبو هريرة رضي الله عنه : قام النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة وقمنا معه ، فقال أعرابي وهو في الصلاة : اللهم ارحمني ومحمدا ، ولا ترحم معنا أحدا ، فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم قال للأعرابي : لقد حجرت واسعا - يريد رحمة الله - ) أخرجه البخاري .

ومن التعدي في الدعاء: رفع الصوت به والمبالغة في ذلك، يقول الله تعالى: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ ) ويقول الله تعالى : (وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا) قالت عائشة رضي الله عنها : ( أنزل هذا في الدعاء ) .

ومن التعدي: هجر الدعاء في حال الرخاء فإن هذا حال الكفار الذين ذمهم الله في القرآن، كقوله تعالى: (نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ ).

ومن هيئات التعدي في الدعاء: الدعاء في الحمامات ومواضع النجاسات والقاذورات.

ومن بالغ التعدي في الهيئات الدعاء عن القبور أو عند بعض البقاع التي يعتقد فيها القداسة وليست كذلك، أو تخصيص أيام معينة لم يأت فيها سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتخصيص آخر أربعاء من شهر صفر بدعاء معين ، أو تخصيص شهر رجب أو شعبان بأدعية مخترعة مبتدعة ، وهذا من أقبح التعدي في الدعاء ؛ لأنه تعدٍّ على شرع الله وابتداع في الدين واستدراك على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله الموفق.

كتبه : د.محمد بن موسى الدالي

في 12/5/1432هـ

 

مواد جديدة

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف