وجه اقتران السماء بالأرض في القرآن
لماذا السماء دائما مقترنة بالارض ؟ اقصد ان الارض حبة رمل في صحراء بالنسبة للسماء
فلا يوجد اي مقارنة بين حجميهما حيث ان الله عز وجل يذكر انه خلق السموات والارض دائما سوية وانا احب الله ولاادري ان كنت اعصيه بمثل هذه الاسئلة ام لا وبارك الله بكم
الحمد لله رب العالمين
يبدو أن الأخ السائل وفقه الله ممن ترد على ذهنه مثل هذه الأمور التي تقلق منامه، وتؤرق مضجعه، وهي في الحقيقة غرائب الأسئلة، لكن الله المستعان.
بداية لابد أن تعلم أن الله تعالى أكبر من كل شئ، وهو الواحد الأحد الخالق المتفرد بصنوف الصفات التي لا يضاهيه فيها البشر، وهو الحكيم الخبير ذو العرش، سبحانه وتعالى، وليس من الأدب مع الله أن تسلك هذه المسالك في الأسئلة، لأن حكمة الله بالغة، ولا يخبر عن الشئ إلا لأمور قد يعجز العقل البشري عن إدراك عللها وأسبابها،
فلماذا يقرن الله بين السماء والأرض مع الفارق في الحجم؟! لماذا أنت تنظر في الاقتران بينهما فقط إلى الحجم، فهما قد يقترنان لعلل أخرى، مثلا الأرض هي التي نعيش عليها، والسماء بمثابة الغطاء لهذه الأرض، وهذه علاقة مناسبة جدا للاقتران بين السماء والأرض.
كما تقرن أنت بين السيارة ومفتاحها، مع الفارق الكبير جدا في الحجم، لكن ثمت علاقة أخرى بينهما توجب الاقتران، وهي أن السيارة لا تدور إلا بالمفتاح، وهذا كاف في أن يقرن بين السيارة والمفتاح، فأرجو ألا تقصر ذهنك على العلاقة الحجمية بين السماء والأرض، مع أنه قد توجد علاقة عظيمة لا نعلمها بينهما، ومن ذلك أن السموات سبع، وثبت بالسنة أن الأراضين سبع أيضا، وهذه علاقة أخرى، وهكذا، والله الموفق.
كتبه: د.محمد بن موسى الدالي
في 14/3/1432هـ