بعض أسئلة في الخليقة والصفات الخبرية
انا مؤمن والحمد لله ولكن هناك بعض الاحاديث تضعف ايماني وتشعرني بالاحباط منها
ان لله رجل يضعها في النار والله يضحك وله كرسي وعرش...الخ
اي اشعر ان الله ليس كمثله شيء فلماذا هذه التشبيهات له بالبشر؟ ونحن ننتقد الديانات الاخرى لانها تشبهه بالبشر - تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا-
وكذلك اسئلة كثيرة لااجد لها اجابات ولاادري هل ارسلها دفعة واحدة رغم انني اشك انني ساجد لها اجابات مقنعة , على سبيل المثال لا الحصر
لماذا خلقنا الله؟ الاجابة التقليدية طبعا (( وماخلقت الجن والانس الا ليعبدون))
هل هذه الاجابة كافية اعني هل الله بحاجة لعبادتنا والجواب لا فيعود السؤال مرة اخرى
لماذا خلق الله الخلق؟ هل هناك حكمة لانعلمها وهو القائل مامعنى الايه انه ماخلق السموات والارض الا بالحق؟
وبارك الله بكم ورزقكم الفردوس الاعلى بغير حساب
الحمد لله رب العالمين.
بالنسبة لصفات الله تعالى الخبرية، كالقدم والساق واليد والضحك والغضب، هذه الصفات أخبر الله بها عن نفسه، إما في الكتاب أو في السنة، وموقف المسلم الملتزم منها ينبغي أن يكون مثل موقف الصحابة الذين سمعوا هذا الكلام من النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقع في قلبهم مثل هذه الترهات، بمعنى أنه يجب أن يكون للمسلم في باب الصفات منهج شرعي صحيح يلتزم به، وقد أخبرنا الله أنه ليس كمثله شئ، وأخبرنا أنه يضحك ويغضب ويضع رجله في النار، فالواجب الجمع بين الخبرين، وذلك بأن نقول: هو يغضب، لكن ليس كغضبنا، وله رِجْل ويَدٌ ، لكن ليست كيدنا ورِجْلنا، والسبب في هذا الكلام أن الخبرين كلاهما صحيح، سواء أن الله متصف بهذه الصفات، أو أن الله تعالى ليس كمثله شئ، فإن نفيت عنه الصفات كذبت تلك النصوص، وإن شبهته بالخلق كذبت النص الآخر، فوجب الجمع بأن نقول نثبت لله الصفات التي أثبتها لنفسه، مع كونها لا تشابه صفات المخلوقين.
أما لماذا خلقنا الله، فهذا من جملة سوء الأدب مع الله، فإن الله لا يسأل عما يفعل، وهو يسألون، وأما الجواب المعتاد ( وما خلقت الجن والإنس ..) فهذا هي الغاية من وجود المخلوق، وليست الغاية من خلق الله للعباد، فإن الله خلق العباد وأخبرهم أن الغاية من وجودهم هي عبادته وحده لا شريك له، أما ما الغاية من كون الله يخلق الخلق، فهذا أمر آخر غير مسألة العبادة، وإن كانت العبادة أهم هذه الغايات، لكن يجب أن تقطع أن الله حكيم خبير، وأن الله ما خلق الخليقة عبثا، قال تعالى: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ{16} لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ{17}الأنبياء.
لكن هذه الغايات منها ما يظهر لنا، ومنها ما يخفى علينا، وخفاؤه علينا لعدم تحمل العقل البشري القاصر لهذه الحكم العظيمة، فيجب على المسلم أن يطمئن لحكمة الله البالغة، وليس بالضرورة أن أعلم الغاية من الأمر، سواء في الخليقة أو حتى في التشريع، فليس باللازم أن نعلم العلة من كون الصلوات خمسا، وأن العصر أربع ركعات، وأن خروج الريح ناقض للوضوء، وأن نصاب الزكاة ربع العشر، هذه الأمور من ورائها حكم بالغة، لكن العقل البشري قاصر عنها، فإذا كان يقصر عن مثل هذه الأمور مع يسرها، فلئن يعجز عن إدراك غاية الله من تلك الخليقة من باب أولى، والله الموفق.
كتبه: د.محمد بن موسى الدالي
في 14/3/1432هـ