خزانة الفتاوى / الصلاة / مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم في طول صلاة الفريضة

مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم في طول صلاة الفريضة

تاريخ النشر : 22 ذو القعدة 1440 هـ - الموافق 25 يوليو 2019 م | المشاهدات : 858
مشاركة هذه المادة ×
"مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم في طول صلاة الفريضة "

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم في طول صلاة الفريضة حُدِّثت عن أحدهم أنه يصلي بالناس الفريضة، فيطيلها جدا، حتى يصل في الركوع والسجود لما يعادل ثلاثين تسبيحة! ثم حُدِّثت بما هو أعظم، وهو أن بعض أهل العلم لما أُخبر به قال: أين هذا الإمام؟ لو كان عندنا لصلينا خلفه!! وتلك مصيبة أعظم!!! وأقول: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من أرسله الله تعالى حجة على الأولين والآخرين، وأمر باتباعه في تطبيق هذا الدين، وبعد. فإن أعظم شعيرة في الإسلام بعد الشهادتين الصلاة، وقد شدد الله تعالى في شأنها أيما تشديد، حتى صارت الفاصلَ الثانيَ بين الإيمان والكفر، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (صلوا كما رأيتموني أصلي)وقد نقل هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيها بدقة، بما لا يدع مجالا للعبث أو الخوض فيها، ومن المحفوظ عنه صلى الله عليه وسلم أنه داوم على هيئة ثابتة، متقاربة، خاصة في ركوعه ورفعه وسجوده وجلوسه بين السجدتين، بما قدره عشر تسبيحات في كل منها، داوم على ذلك في تلك الشعيرة العظيمة الظاهرة أبدًا، حتى توفاه الله تعالى، فأيُّ استدراكٍ على هذه الهيئة هو من جملة البدع، فالفاعل مبتدع، ومن قال الكلمات السابقة فإنه لا يفقه ما يقول، فإن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، ومن قدم هديَ وصلاةَ هذا الرجل -مع تلك المخالفة- على هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فما هو إلا جاهل. وقد استدل بعض الأفاضل على جواز الإطالة في الصلاة مطلقا، بقوله صلى الله عليه وسلم: (إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبي فأتجوز فيها لشدة وَجْدِ أمه عليه) . والجواب على ذلك: أن الإطالة المقصودة في الحديث إنما هي بما يوافق المعهود من فعله الدائم صلى الله عليه وسلم، فإن كان سيقرأ بسورة طويلة، سيخفف، ويقرأ بقصيرة، وإن كان سيسبح عشر تسبيحات كما هو دأبه صلى الله عليه وسلم، فسيخفف، ويجعلها خمسا مثلا، وإن كان سيطيل في الدعاء بعد التشهد الأخير، فسيتركه أو يخففه، لا أنه سيخرج بالصلاة عما عُهد منه صلى الله عليه وسلم، والدليل على ذلك أنه صلى الله عليه وسلم قطعا صلى صلواتٍ كثيرةً، ولم يصرخ أو يبكِ فيها صبيٌّ، ومع ذلك لم ينقل أنه أطال صلى الله عليه وسلم إطالةً على غير المعهود . تنبيه: المذموم هو الإطالة في الفريضة خاصة بما يخرج عن الهدي النبوي على صاحبه أتمُّ الصلاة وأفضلُ التسليم، أما الإطالة فيما خلا الفريضة، فلا بأسفيها، بل هي مندوبة؛ وهي أيضا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ومن جملة الخير الذي يحرص عليه المسلم، مع الالتزام بالسنة في المقاربة بين الأركان، خلا القيام الأول، والقعود للتشهد الأخير، فهنا تسن الإطالة، ولا تذم. والله الموفق كتبه: د. محمد بن موسى الدالي في 22/11/1440هـ
 

مواد جديدة

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف