الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فإن الأصل -كما تكرر كثيرا- أن تتساوى أركان الصلاة، من ركوع ورفع منه، وسجود وجلوس بين السجدتين أن تتساوى وتتقارب في الطول، غير أنه إن دخل شخص المسجد، والإمام راكع، فالذي يظهر لي أنه لا بأس أن يطيل يسيرا من أجل أن يدرك المأموم الركوع، فيدرك بذلك الركعة، ويتأكد ذلك جدا في الركوع الأخير، ولعله يستدل لذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين: ( إِنِّي لَأَدْخُلُ فِي الصَّلاَةِ وَأَنَا أُرِيدُ إِطَالَتَهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلاَتِي مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ مِنْ بُكَائِهِ".
ففي هذا الحديث خفف النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة، وقصَّرها من أجل مصلحة الصبي، ولشدة وَجْد أمه عليه، مما يفيد أنه لو أطال الإمام يسيرا من أجل مصلحة الداخل للصلاة متأخرا، لم يكن عليه بأس في ذلك، بل ربما كانت مراعاة هذا الداخل للصلاة، سيما في الركوع الأخير أولى من مراعاة الصبي الذي يبكي، والذي لن يضيع عليه شيء، فيما لو أطال النبي صلى الله عليه وسلم على الوجه المعتاد.
والله تعالى الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 20/11/1440هـ