لقد فاضت روحه الشريفة صلَّى الله عليه وسلَّم إلى الرفيق الأعلى في الثاني عشر من ربيع الأول في السنة الحاديةَ عشرةَ للهجرة.
هنا لم تختلف كتب السير في تحديد يومِ وفاته كما اختلفت في تحديد يوم ولادته.
ربطتُ بين المناسبتين؛ مناسبة الوفاة المجزوم بها مع مناسبة الولادة المظنون بها؛ في شهر واحد، وفي يوم واحد!
فصرختُ: يا إلهي! كيف لي أن أحتفل بيوم وفاته صلَّى الله عليه وسلَّم؟!
كيف لعقلٍ أن يجمع بين فرح وسرور، وحزن وألم في نفس الوقت؟!
يا إلهي! أيجوز لأحد يُحِبُّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أن يحتفل بموته صلَّى الله عليه وسلَّم؟!
بل لو دعا إنسانٌ إلى جعْلِ يوم الثاني عشر من ربيع الأول يومَ حزنٍ لكانت شبهتُه أقوى من شبهة المحتَفِلين بذلك اليوم، لماذا؟
لأنَّ الأحزان غَلَّابةٌ على الأفراح، فلو قُدِّر أنَّه توفي والد أحد الزوجين في ليلة عُرسِهما، لعُدَّ احتفالهم تلك الليلة ضربًا من الجنون! وهكذا لو مات ولدُك يوم العيد لانقلب فرح العيد حُزْنًا ومأتمًا وعزاءً!
إن أعداء المسلمين سيضحكون علينا:
فإنْ نحن ابتهَجْنا وفَرِحْنا بولادته صلَّى الله عليه وسلَّم قالوا: انظروا إلى المسلمين! إنهم يفرحون بوفاة نبيِّهم!
وإنْ نحن حَزِنَّا وصَنَعْنا مأتمًا لوفاته صلَّى الله عليه وسلَّم قالوا: انظروا إلى المسلمين! إنهم يحزنون لولادة نبيهم!
فماذا نفعل؟
الأمر يسير، إننا لسنا بحاجة إلى احتفاء أو عزاء، إنما نحن بحاجةٍ إلى اتباعٍ للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم.
ولهذا لا غرابة أن كان العُبَيديُّون الرافضة هم أول من أحدث بِدعةَ المَولِد، فهل هؤلاء أهل للاقتداء والائتساء؟!
إلى هنا وسأستريح قليلًا عن قراءة السيرة بعدما تبينَت لي الأمور، وانكشفت لي الحقائق.
هل سأحتفل بمَولِد النبي صلَّى الله عليه وسلَّم؟
لا، لن أحتفل بالمَولِد بعد اليوم.
إنَّ احتفالي الحقيقي هو أن أسير على خُطاه صلَّى الله عليه وسلَّم، وأن أُحييَ سُنَّته، وأن أدافِعَ عنها, وأن أُحِبَّه وأحبَّ آلَ بيته الطيبين الطاهرين، وصحابتَه الغُرَّ الميامين.
كلمة عظيمة للشيخ ناصر العلي (جامعة أم القرى)
لقد فاضت روحه الشريفة صلَّى الله عليه وسلَّم إلى الرفيق الأعلى في الثاني عشر من ربيع الأول في السنة الحاديةَ عشرةَ للهجرة.
هنا لم تختلف كتب السير في تحديد يومِ وفاته كما اختلفت في تحديد يوم ولادته.
ربطتُ بين المناسبتين؛ مناسبة الوفاة المجزوم بها مع مناسبة الولادة المظنون بها؛ في شهر واحد، وفي يوم واحد!
فصرختُ: يا إلهي! كيف لي أن أحتفل بيوم وفاته صلَّى الله عليه وسلَّم؟!
كيف لعقلٍ أن يجمع بين فرح وسرور، وحزن وألم في نفس الوقت؟!
يا إلهي! أيجوز لأحد يُحِبُّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أن يحتفل بموته صلَّى الله عليه وسلَّم؟!
بل لو دعا إنسانٌ إلى جعْلِ يوم الثاني عشر من ربيع الأول يومَ حزنٍ لكانت شبهتُه أقوى من شبهة المحتَفِلين بذلك اليوم، لماذا؟
لأنَّ الأحزان غَلَّابةٌ على الأفراح، فلو قُدِّر أنَّه توفي والد أحد الزوجين في ليلة عُرسِهما، لعُدَّ احتفالهم تلك الليلة ضربًا من الجنون! وهكذا لو مات ولدُك يوم العيد لانقلب فرح العيد حُزْنًا ومأتمًا وعزاءً!
إن أعداء المسلمين سيضحكون علينا:
فإنْ نحن ابتهَجْنا وفَرِحْنا بولادته صلَّى الله عليه وسلَّم قالوا: انظروا إلى المسلمين! إنهم يفرحون بوفاة نبيِّهم!
وإنْ نحن حَزِنَّا وصَنَعْنا مأتمًا لوفاته صلَّى الله عليه وسلَّم قالوا: انظروا إلى المسلمين! إنهم يحزنون لولادة نبيهم!
فماذا نفعل؟
الأمر يسير، إننا لسنا بحاجة إلى احتفاء أو عزاء، إنما نحن بحاجةٍ إلى اتباعٍ للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم.
ولهذا لا غرابة أن كان العُبَيديُّون الرافضة هم أول من أحدث بِدعةَ المَولِد، فهل هؤلاء أهل للاقتداء والائتساء؟!
إلى هنا وسأستريح قليلًا عن قراءة السيرة بعدما تبينَت لي الأمور، وانكشفت لي الحقائق.
هل سأحتفل بمَولِد النبي صلَّى الله عليه وسلَّم؟
لا، لن أحتفل بالمَولِد بعد اليوم.
إنَّ احتفالي الحقيقي هو أن أسير على خُطاه صلَّى الله عليه وسلَّم، وأن أُحييَ سُنَّته، وأن أدافِعَ عنها, وأن أُحِبَّه وأحبَّ آلَ بيته الطيبين الطاهرين، وصحابتَه الغُرَّ الميامين.
المادة التالية