الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد
فإن ما يروِّج له البعضُ من أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ ويكتب، ما هو إلا تكذيب صريح لكتاب الله تعالى، فقد وصفه الله تعالى بالأمي، ولا يعرف الأمي في لسان العرب إلا لمن لا يقرأ، ولا يكتب، وقد قال الله تعالى صريحا في كتابه: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} [العنكبوت: 48]، وهذا من أوضح وأجلى ما يكون في التعريف به صلى الله عليه وسلم، لإتمام الإعجاز وإقامة الحجة.
ولم يعلم هذا القائلُ أنه بذلك يخدم مخططات المستشرقين والكفار ضد الإسلام!! فإنهم يسعون بكل ما يملكون لإثبات أن النبي محمدا صلى الله عليه وسلم كان يجيد القراءة والكتابة، حتى ينسبوا القرآن إلى ما أخذه الرسول صلى الله عليه وسلم من كتب اليهود والنصارى السابقة!! فهي مخططات أجنبية، ينفذها جُهَّال العرب، وأنى لهم ذلك!
فيكفيهم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في منطقة عربية وثنية، لا اتصال لهم بدِينِ أهلِ الكتاب أصلا، ولا كتبِهم، ولا تَعرِف أيَّ لغةٍ أخرى، غير العربية، التي هي زادُهم وزُوَّادهم، ولم تكن كتب اليهود والنصارى عُرِّبت أو ترجمت، إلا في العصر الحديث القريب، بل كانت كتبا ضخمة غير عربية، ولا يتأتى لفصحاء العرب وكُتَّابهم وقُرَّائهم -على ندرتهم- أن يفهموا ما فيها.
فبكل حال لم يكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأخذ منها شيئا، لكونها ليست مشهورة منتشرة في أرضه، ولأنها غير مترجمة، مع كونها ضخمة جدا، كما هو التلمود، وهو عليه الصلاة والسلام لا يقرأ، ولا يكتب.
على أن ما أتى به القرآن يُعجِزُ البشريةَ جمعاءَ، وقد عُرِف ما في كتبهم حديثا، فلم تبلغ عشر معشار القرآن في نظمه وفصاحته وخبره وإعجازه وتشريعه وقصصه ووعده ووعيده، وما فيه من خبر عن الله تعالى، بما لم تعرفه البشرية كلها من قبل، على لسان أي نبي، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
والله ولي التوفيق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 29/3/1441هـ
مقالة: "إن محمدًا ﷺ كان يقرأ ويكتب" هي في خدمة أعداء الدين
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد
فإن ما يروِّج له البعضُ من أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ ويكتب، ما هو إلا تكذيب صريح لكتاب الله تعالى، فقد وصفه الله تعالى بالأمي، ولا يعرف الأمي في لسان العرب إلا لمن لا يقرأ، ولا يكتب، وقد قال الله تعالى صريحا في كتابه: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} [العنكبوت: 48]، وهذا من أوضح وأجلى ما يكون في التعريف به صلى الله عليه وسلم، لإتمام الإعجاز وإقامة الحجة.
ولم يعلم هذا القائلُ أنه بذلك يخدم مخططات المستشرقين والكفار ضد الإسلام!! فإنهم يسعون بكل ما يملكون لإثبات أن النبي محمدا صلى الله عليه وسلم كان يجيد القراءة والكتابة، حتى ينسبوا القرآن إلى ما أخذه الرسول صلى الله عليه وسلم من كتب اليهود والنصارى السابقة!! فهي مخططات أجنبية، ينفذها جُهَّال العرب، وأنى لهم ذلك!
فيكفيهم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في منطقة عربية وثنية، لا اتصال لهم بدِينِ أهلِ الكتاب أصلا، ولا كتبِهم، ولا تَعرِف أيَّ لغةٍ أخرى، غير العربية، التي هي زادُهم وزُوَّادهم، ولم تكن كتب اليهود والنصارى عُرِّبت أو ترجمت، إلا في العصر الحديث القريب، بل كانت كتبا ضخمة غير عربية، ولا يتأتى لفصحاء العرب وكُتَّابهم وقُرَّائهم -على ندرتهم- أن يفهموا ما فيها.
فبكل حال لم يكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأخذ منها شيئا، لكونها ليست مشهورة منتشرة في أرضه، ولأنها غير مترجمة، مع كونها ضخمة جدا، كما هو التلمود، وهو عليه الصلاة والسلام لا يقرأ، ولا يكتب.
على أن ما أتى به القرآن يُعجِزُ البشريةَ جمعاءَ، وقد عُرِف ما في كتبهم حديثا، فلم تبلغ عشر معشار القرآن في نظمه وفصاحته وخبره وإعجازه وتشريعه وقصصه ووعده ووعيده، وما فيه من خبر عن الله تعالى، بما لم تعرفه البشرية كلها من قبل، على لسان أي نبي، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
والله ولي التوفيق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 29/3/1441هـ
المادة السابقة
المادة التالية