خزانة الفتاوى / الحديث / بيان معنى قوله صلى الله عليه وسلم في ساعة الإجابة يوم الجمعة: "وهو قائم يصلي"؟

بيان معنى قوله صلى الله عليه وسلم في ساعة الإجابة يوم الجمعة: "وهو قائم يصلي"؟

تاريخ النشر : 21 رجب 1441 هـ - الموافق 16 مارس 2020 م | المشاهدات : 5392
مشاركة هذه المادة ×
"بيان معنى قوله صلى الله عليه وسلم في ساعة الإجابة يوم الجمعة: "وهو قائم يصلي"؟"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
ففي الحديث المتفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَقَالَ: فِيه سَاعَةٌ لا يُوَافِقها عَبْدٌ مُسلِمٌ، وَهُو قَائِمٌ يُصَلِّي يسأَلُ اللَّه شَيْئًا، إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاه، وَأَشَارَ بِيدِهِ يُقَلِّلُهَ.
وقد وقع شيء من الإيهام في قوله صلى الله عليه وسلم: ( وهو قائم يصلي) إذ كيف يصلي، وهو بعد العصر، وهو وقت نهي؟!وقد أجاب العلماء عن هذه المسألة بأحد جوابين:
الأول: أن المراد بقوله: (يصلي) يدعو، فإن الأصل في الصلاة الدعاء، ومنه قوله تعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ } [التوبة: 103]فإن المقصود ادع لهم، فيكون قوله: (وهو قائم يصلي) أي يدعو.
الثاني: أن المراد أنه في آخر ساعة من اليوم، بعد العصر، وهو في انتظار صلاة المغرب، ويدعو، فلما كان ينتظر الصلاة اعتبر في صلاة، ويؤيده حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند أبي داود بسند صحيح، قال: " قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ: قَدْ عَلِمْتُ أَيَّةَ سَاعَةٍ هِيَ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: فَقُلْتُ لَهُ: فَأَخْبِرْنِي بِهَا، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ: هِيَ آخِرُ سَاعَةٍ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، فَقُلْتُ: كَيْفَ هِيَ آخِرُ سَاعَةٍ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يُصَادِفُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ يُصَلِّي؟! وَتِلْكَ السَّاعَةُ لَا يُصَلِّي فِيهَا، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ: أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ جَلَسَ مَجْلِسًا يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ فَهُوَ فِي صَلَاةٍ حَتَّى يُصَلِّيَ)، قَالَ: فَقُلْتُ: بَلَى، قَالَ : هُوَ ذَاكَ " .
ففي هذا الحديث نفس الإيراد الوارد من الناس، فبين له أن المراد بصلاته انتظاره الصلاة.
أما ما ذكره البعض من أن المراد أنه يتوضأ من أجل صلاة المغرب، فيشرع له صلاة ذات سبب بعد العصر، وهما ركعتا الوضوء، فيدعو فيهما!! أو أن يتكلف صلاة ذات سبب، كأن يدخل المسجد، فيصلي تحية المسجد، ثم يدعو فيهما!!
فهذا نعم إن وقع اتفاقًا (مصادفةً) فلا بأس، أما أن يقال: إن مراد الشرع إيقاع الدعاء في صلاة، يتكلفها العبد، ولو لم يكن في حاجة إليها!!، فلا؛ إذ إن هذا من جنس الحِيَل، وقد تقرر شرعا أن هذا الوقت نُهِيَ عن الصلاة فيه، واستُثني ذوات الأسباب، فكون النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى تكلف الصلاة فيه من أجل الدعاء، أو التحايل عليه بصلاة ذات سبب غير مقصودة لذاتها!! فهذا فاسد.
ولا يوجب قوله
صلى الله عليه وسلم:(وهو قائم) إشكالا، فليس القيام شرطا، إنما المراد الملازمة على الطاعة والدعاء.
ولا أعرف أحدًا من أهل العلم ذكر أن شرط دعاء العصر يوم الجمعة أن يكون في صلاة البتة.
والله تعالى الموفق

كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 1441/7/11هـ

 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف