خزانة الفتاوى / الصلاة / أمران لا يعادان: الإقامة للصلاة مرة ثانية، وتحية المسجد لمن دخل المسجد وصلاها، ثم خرج منه لحاجة

أمران لا يعادان: الإقامة للصلاة مرة ثانية، وتحية المسجد لمن دخل المسجد وصلاها، ثم خرج منه لحاجة

تاريخ النشر : 24 شوال 1441 هـ - الموافق 16 يونيو 2020 م | المشاهدات : 1185
مشاركة هذه المادة ×
"أمران لا يعادان: الإقامة للصلاة مرة ثانية، وتحية المسجد لمن دخل المسجد وصلاها، ثم خرج منه لحاجة"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فإنه ليس من السنة لمن أقام الصلاة، ثم تأخر عن الدخول فيها مباشرة إعادة الإقامة مرة ثانية.
ففي الصحيحين عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: "أُقِيمَتْ صَلَاةُ الْعِشَاءِ، فَقَالَ رَجُلٌ: لِي حَاجَةٌ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنَاجِيه، حَتَّى نَامَ الْقَوْمُ أَوْ بَعْضُ الْقَوْمِ، ثُمَّ صَلَّوْا)، ولم يقل: "ثم أقام مرة ثانية ثم صلى"، بل قال: "ثم صلوا"، وقطعا لو أقام مرة ثانية لنقله رضي الله عنه، فهذا هو شأن الصحابة رضي الله عنهم في نقل ما يتعلق بالعبادة والشرع، وهو من حفظ الله تعالى لشريعته، أن سخر لها من ينقلها بتلك الدقة، وهذا من أصول الإسلام، وهو هامٌّ لمن يرد على المبتدعة.
كما أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "أُقِيمَتْ الصَّلَاةُ، فَسَوَّى النَّاسُ صُفُوفَهُمْ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَقَدَّمَ وَهُوَ جُنُبٌ-ولم يعلم-، ثُمَّ قَالَ صلى الله علهيه وسلم: عَلَى مَكَانِكُمْ، فَرَجَعَ فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ خَرَجَ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ مَاءً، فَصَلَّى بِهِمْ)، ولم ينقل رضي الله عنه أيضا أنه أقام مرة ثانية، وفيه نفس الشاهد السابق.
مما يدل على أنه إن أقيمت الصلاة، ثم تعطل الإمام لسبب عن الدخول مباشرة في الصلاة، فإنه يدخل فيها مباشرة، ولا يسن إعادة الإقامة.
والثاني: لو دخل الشخص المسجد، ثم صلى تحية المسجد، ثم خرج لحاجة، إعادة وضوء ونحوه، ثم عاد، فإن الفقهاء نصوا على أنه لو عاد للمسجد عن قُرب، فإنه لا يسن إعادة تحية المسجد مرة ثانية، عملا بظاهر حال النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، فإنهم يدخلون المسجد ويخرجون منه لحاجاتهم، ولم ينقل إنهم كانوا يعيدون تحية المسجد.
تنبيه: أخي طالب العلم، افهم هذا الأصل جيدا، فإنه من أصول الدين، وهو أن الله تعالى اختار هذه الصحبة رضي الله عنهم لرسوله صلى الله عليه وسلم، وائتمنهم على نقل الشريعة، وسخرهم لنقلها بدقة، لم تُشهد في تاريخ البشرية، فلا يتأتَّى لمبتدع أن يقول: ربما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، ولم ينقله الصحابة رضي الله عنهم!! فهذا هراء، يتنافى مع ما يريده الله تعالى لشريعته، وإقامة الحجة بها على البشرية جمعاء.

والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 22/10/1441هـ

 

مواد جديدة

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف