خزانة الفتاوى / منوع / مارأي الدين في علم طاقة المكان؟

مارأي الدين في علم طاقة المكان؟

تاريخ النشر : 19 ذو القعدة 1441 هـ - الموافق 10 يوليو 2020 م | المشاهدات : 2383
مشاركة هذه المادة ×
"مارأي الدين في علم طاقة المكان؟"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
 ما رأي الدين في علم طاقة المكان؟
وهل صحيح مثلا ان الدولاب لايجب ان يكون وراءه حائط فيه حمام اعزكم الله او مثلا لا يجب ان يكون هناك مرآة في غرفة النوم مقابلة للشخص النائم؟ او لا يجب ان نضع الماء بجانب راس الشخص النائم او لا نضع الثلاجة مقابلة لباب المطبخ؟
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
 فإنه لا أصل لهذه الترهات في الإسلام، وإنما هو من الهزل والعبث بعقول الناس، وما أكثر من يعبث بعقول الناس الآن، وعجبا لمن يتابعهم ويطاوعهم ويصدق ما يقولون!
فإن هذا كله من جنس اعتقادات الأولين: أن فتح المقص بالليل، أو قلب النعال يجلب الشر، أو أن كذا موجب للسفر، ومن اعتقادهم أن رؤية البومة تجلب النحس، واعتقادهم أن فلانا من الناس نحس، فهذا كله من الشؤم والتطير المنهي عنه، والذي سماه الشارع شركا، وهو من الشرك الأصغر، حيث أضاف الأشياء إلى غير أسبابها، فقد اعتُبِر شِركًا بهذا القدر، حيث أثبت سببا لم يجعله الله تعالى سببا، ولذلك اعتبرت الطيرة والتِّوَلة والقلائد ونحوه من الشرك؛ لأن الشخص يعتقد التِّوَلة سببا لصلاح الحال مع الزوج أو سببا لصرفه ونحوه، فجعلها سببا، مع أن الشارع لم يثبت كونها سببا، فكانت شركا لذلك.
والمذكورات من هذا الباب تماما، فإنه لم يعرف شرعا، ولا عادة وعرفا أن وجود مرآة في الغرفة أمام النائم توجب الشر، ولا علاقة لها بقضاء الله تعالى بحكمته البالغة بسوء وعدمه، فقد جعلها هذا العابث سببًا من غير دليل من الشرع، مع أنه كم من مِرْآةٍ على هذا الوصف، ولم يحدث سوء، بل الأمور مستقرة تماما.
ولم يعرف أيضا شرعا، ولا عادة وعرفا أن وجود الدولاب، وفي ظهره حائط حمام أي سوء، أو شر حصل للناس، ونفسه في كون الثلاجة أمام باب المطبخ!! وغيره مما ذكر في السؤال، أو يُروَّج بين المسلمين!!
أما وجود الماء عند الرأس، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينام في غرفته، وهي صغيرة جدا، والشِّن -قِرْبة- مُعلق فيها، ويتوضأ منها، وقد يكون عند رأسه أو قريبا منها، ولم يزجر أو ينبه على شيء من ذلك، ولم يتضرر صلى الله عليه وسلم من ذلك، ولو أصابه الضر بذلك لنبَّه الأمة!
وعلى تقدير أن شخصا نام أمام المرآة، فأصابه شر، أو كان الماء قريبا من رأسه، وهو نائم، فمن أين لنا أن هذا الشر كان بسبب النوم أمام المرآة؟!! أو كان بسبب قرب الماء من رأسه؟!! فقد يكون ابتلاء محضا من الله، أو لأنه أساء في طاعته وقصَّر، أو لأنه لم يُخرِج زكاة ماله ونحوه .. إلخ من الأسباب، وهي من علم الغيب، ولا تعرف إلا بوحي، فمن أين لهذا العابث أنه بسبب النوم أمام المرآة خاصةً، أو بسبب قرب الماء من رأسه خاصةً؟!
فحري بالمسلم أن يكون فطنا، وألا ينجذب لهؤلاء، ويقبل كل ما يقال له!
 وإن كثر ذلك بين المسلمين، فلا سبيل للتخلص منه إلا بطلب العلم، ليحميهم، ويحمي عقولهم، ويجنب عقائدهم من الانحراف.
والله تعالى المستعان
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 19/11/1441هـ
 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف