خزانة الفتاوى / المعاملات / أخذ مبلغ من المال من أجل الإدلاء بالصوت في الانتخابات

أخذ مبلغ من المال من أجل الإدلاء بالصوت في الانتخابات

تاريخ النشر : 24 ربيع أولl 1442 هـ - الموافق 10 نوفمبر 2020 م | المشاهدات : 3207
مشاركة هذه المادة ×
"أخذ مبلغ من المال من أجل الإدلاء بالصوت في الانتخابات "

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
حياكم الله شيخنا 
هل يجوز اني اخد فلوس من أحد المرشحين في الانتخابات لأنتخبه، وانا لا اريد اصلا انتخاب احد؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فاعلم أخي الكريم أن الانتخابات من جنس الشهادة، فلا تكون إلا على الحق، ففي الحديث -وفي إسناده ضعف- أن النبي صلى الله عليه سلم قال لرجل: ترى الشمس؟ قال: نعم، قال: على مثلها فاشهد أو دعْ.  
فإن كنت ترى أن فلانا من المرشحين أنفع للناس، وللناحية التي هو فيها، لصِدْقه وإخلاصه وأمانته، فيتعين عليك إذن انتخابه، والوقوف بجانبه، ففي هذا نصرة للحق، وهذا أمر يطالب به المسلم بكل حال، وإن علمت أن عدم انتخابه يفضي إلى انتخاب شخص آخر فاسد، فيتعين عليك إذن وجوبا انتخاب الأصلح، ولا يجوز التقاعس عنه في تلك الحال.
أما إن كنت لا تريد الانتخاب أصلا، لاشتباه الأمر عليك واختلاطه، وعدم معرفة الفاسد من الصالح، ونحوه من الأسباب، فالتحري مطلوب، وأرجو ألا بأس عليك لو تجنبت الأمر كله.
أما أخذ المال من أجل الإدلاء بصوتك لفلان، لمجرد أنه دفع لك مبلغا من المال!! فهذا من أقبح الأعمال، وأشنعها؛ إذ إنك تقدم مصلحتك الشخصية على المصلحة العامة، وتدلي بصوتك لشخص يبدو عليه الفساد؛ لتقديمه الرشوة، وربما انتخبت آخر لأنه دفع أكثر، وهكذا، فيزداد عملك قبحا وسوءا، وأكلا للمال بالباطل والسحت.
فهذا العمل خيانة للأمانة، وإعانة لأهل الفساد على فسادهم، فيجتمع في هذا الصنيع أخذ الرشوة، والتعاون على الإثم والعدوان، وخيانة الأمانة، وشهادة الزور، وقد ورد في تحريم ذلك كله أصول عظيمة في الشرع الحنيف. 
وهو من إسناد الأمر إلى غير أهله، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة " قال: كيف إضاعتها؟ قال: " إذا وسِّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة " رواه البخاري.
ويقبح الأمر أكثر إن عُلِم أن في القوم من هو أولى من ذلك المنتَخَب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من استعمل رجلاً من عصابة، وفي تلك العصابة من هو أرضى لله منه، فقد خان الله وخان رسوله وخان المؤمنين ".
وكل هذه الشناعات داخلة في الجملة في قوله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ).
ويستوي تحريم هذا الفعل -وأنه سحت وأكل للمال بالباطل- إن كنت تريد الانتخاب، ثم انتخبت فلانا من أجل ما دفعه، أو لم تكن تريد الانتخاب أصلا.
فاحذر أخي الحبيب هذا المنزلق الخطير، واعمل لله تعالى فقط، وأخلِص النية في كل أمرك، تفُز بخيري الدنيا والآخرة، وكن على يقين أن من ترك شيئا الله تعالى عوَّضه الله تعالى خيرا منه، وإن كنت قد أخذت شيئا من المال، لهذا العمل، فتخلص منه، بصرفه في وجوه الخير، بنية التخلص، لا التقرب إلى الله تعالى، فإن الله تعالى طيب، لا يقبل إلا طيبا.
والله الموفق.
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي 
في 21/3/1442هـ
 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف