ياشيخ ...... اشتريت سلعه، وبعد ما رحت للبيت لقيتها تالفه، والبائع مش راضى يردها اعمل ايه؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فإن تسلم السلُّعة من البائع له صور:
الأولى: أن يقوم البائع بالتسليم والتجربة تامة للمشتري، ويتأكد من كونها خالية تماما من أي عيبٍ أو تلفٍ قبل المغادرة، فلو ردها المشتري بعد ذلك بعيب، فلا يلزم البائع ذلك؛ لأن البيع قد تم على سلعة صحيحة خالية من العيوب، وهذا العيب إنما حدث في ملك المشتري، ما لم يكن هناك ضمان على مثل هذه العيوب، فعلى البائع الالتزام بالإصلاح، إن وافق العيبُ أو التلفُ شرطَ الضمان عليه.
الثانية: أن يقول البائع: السلعة صحيحة وسليمة، ولا تقلق ونحوه، ثم يتبين المشتري بعد الذهاب لبيته أن بها تلفا، أو لا تعمل ونحوه، فهنا الواجب على البائع أن يردها، وإما أن يبدلها له، إن رضي المشتري، أو يرجعها تماما، ويعطيه الثمن؛ إذ هو مَنْ غرَّه بكلامه هذا.
الثالثة: أن تكون السلعة بحيث يصعب الكشف عليها، كما هو الحال في كلِّ مغلَّفٍ، أو ما يصعب فتحُهُ، كالبيض والرتقال ونحوه، فإن فتحه في البيت، وتبين أنه تالف أو التاريخ منتهٍ، ونحوه، فالواجب على البائع ردُّها أيضا، وإعطاؤه البدل إن رضيه المشتري، أو الثمن؛ إذ الأصل وقوع العقد على سلعة صحيحة، كما وقع على ثمن صحيح، فإن تبين تلفها أو فسادها، كان على البائع ردها، وكذلك لو اكتشف البائع أن الثمن مزيف ونحوه، فالواجب على المشتري دفع بدله.
تنبيه: ما يتعلل به البائع أحيانا، بقوله: أنا لا أعلم ما بداخلها، أو لا أعلم أنها فاسدة أو مكسورة ونحوه!! لا يعفيه من مسؤولية الرد، أو الاستبدال، إنما فقط يرفع عنه الإثم والحرج الشرعي لجهله، ويوجب عليه الضمان، ويأثم بعدم قبوله، ثم يراجع هو التاجر الذي باعه إياها.
ويدخل في ذلك من أجَّر عَيْنًا، أو مركبةً من سيارة ونحوه، ثم تبين كونها غير صالحة للاستعمال، فالواجب استبدالها برضا من المستأجر، أو رد القيمة المقبوضة، كأجرة.
والله ولي التوفيق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 17/4/1443هـ