تاريخ النشر : 4 رمضان 1442 هـ - الموافق 16 ابريل 2021 م |
المشاهدات : 1912 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فلا شك أنه من أعظم النعم على المسلم أن شرع الله له الصلاة، وجعلها على هذا النحو والتشريع العظيم، خمس مرات في اليوم والليلة، وجعلها الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، وحكم سبحانه وتعالى بالكفر على تاركها بالكلية، ومظاهر عظمة الصلاة أكثر من أن تعد أو تحصى، وقد صنف في فضلها وعظمتها المصنفات الكثيرة، ولعل من أفضلها، كتاب: تعظيم قدر الصلاة، لمحمد بن نصر المروزي.
ولا شك أن سيد الشاكرين لربه تعالى هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد صلى عليه الصلاة والسلام مئات المرات، ولم ينقل عنه أنه سجد للشكر دبر كل صلاة البتة، إنما كان يشكر ربه في هذا المقام بكثرة الطاعة، حتى تتفتر قدماه، قائلا: أفلا أكون عبدا شكورا ؟!
فلما لم يسجد للشكر ولو مرة واحدة على إنعام الله تعالى بتشريع الصلاة عُلِم أنه ليس كذلك تشكر هذه النعمة، فضلا عن كون العبد يسجد دبر كل صلاة شكرا لله عليها!! فهذا لا شك أنه من البدع والمحدثات، ومن مداخل الشيطان على أصحاب القلوب الطيبة، فيستدجرهم للبدعة، بالزيادة على العبادة بهذا الوصف، فيظنون أنهم على الخير، وهم على ضلالة؛ إذ كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
فيجب على من يفعل هذا أن يتوب إلى الله تعالى منه، وأن يستغفر الله كثيرا، وأن يعبد الله تعالى وفق ما أراد الله تعالى، وعلى هديٍ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخيرُ الهدي هديُ محمدٍ عليه الصلاة والسلام، لا ما يمليه عليك عقلك، ولا يهديك إليه الشيطان.
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 8/7/1442هـ
