خزانة الفتاوى / الصلاة / المبالغة والإطالة في دعاء القنوت، ليس من السُّنة

المبالغة والإطالة في دعاء القنوت، ليس من السُّنة

تاريخ النشر : 26 رمضان 1442 هـ - الموافق 08 مايو 2021 م | المشاهدات : 1191
مشاركة هذه المادة ×
"المبالغة والإطالة في دعاء القنوت، ليس من السُّنة"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فإنه من السنة الدعاء في القنوت، في الوتر، ويتأكد ذلك في رمضان، في التراويح، فإن النبي صلى الله عليه وسلم علَّم الحسنَ رضي الله عنه أن يقول في القنوت: "اللهم اهدني فيمَن هديتَ، وعافني فيمَن عافيتَ، وتولَّني فيمَن تولَّيتَ، وبارك لي فيما أعطيتَ، وقني شرَّ ما قضيتَ، فإنك تقضي ولا يُقضى عليك، فإنه لا يذلُّ مَن واليتَ، ولا يعزُّ مَن عاديتَ، تباركتَ ربنا وتعاليت".
وكان صلى الله عليه وسلم يقول في وتره: "اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمُعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أُحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيتَ على نفسك".
هذا وإن وقع نزاع كبير في: هل قنت النبي صلى الله عليه وسلم في الوتر أم لا، وهل القنوت يشرع من أول الشهر إلى آخره، أم من نصف رمضان؟ فهذا وقع فيه نزاع قوي، لكن استقر عمل المسلمين على الدعاء من أول الشهر إلى آخره، في كل وتر، وهو منقول عن جمع من الصحابة رضي الله عنهم.
أما الإطالة، والمبالغة فيها، والصياح والصراخ الذي يصنعه البعض!! فليس هذا الصنيع من السنة في شيء، بل ربما وصف بالبدعة، في كثير من أحواله، ناهيك عن كونه شاقًّا على المسلمين، وقد سئل الإمام أحمد -وقيل: الذي سئل عن ذلك هو النخعي- فسئل عن مقدار الإطالة في دعاء القنوت؟ فقال: بقدر سورة الانشقاق!! وهذا يسير جدا، لكن البعض بكل أسف قد يخرج بالدعاء عن الحد الطبيعي، مع السجع والتفصيل المُخِلِّ، بل قد يكون الدعاء أطول من الصلاة نفسها!! وهذا كله خلاف هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهدي أصحابه رضي الله عنهم، فلم يزد صلى الله عليه وسلم على السابق، لا في رمضان، ولا في غيره، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو في النوازل والكرب والشدائد في القنوت، دعاء يسيرا، مع شدة ما وقع به، فالتخفيف في قنوت الوتر في غير النوازل أولى.ش
وهذا كله فيمن يصلي بالناس، أما من انفرد فليدع ما يريد، ويطيل، ولا حرج عليه في ذلك.
كما أنه يسن للمسلم أن يؤمِّن عند الدعاء، ويسبِّح عند التمجيد والثناء على الله تعالى، لا غير، خلافا لما يفعله البعض من قولهم: نشهد، ويا ألله، ونحوه!
والله الموفق.
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي 
في الحادي عشر من رمضان، لعام اثنين وأربعين وأربعمائة وألف، من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.
 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف