الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فإن السنة بينت أن الحائض تتميز عن غيرها في الغسل بأمرين، ورد هذا فيما أخرجه مسلم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ أَسْمَاءَ رضي الله عنها سَأَلَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ غُسْلِ الْمَحِيضِ؟ فَقَالَ: ( تَأْخُذُ إِحْدَاكُنَّ مَاءَهَا وَسِدْرَتَهَا، فَتَطَهَّرُ فَتُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ تَصُبُّ عَلَى رَأْسِهَا فَتَدْلُكُهُ دَلْكًا شَدِيدًا، حَتَّى تَبْلُغَ شُؤُونَ رَأْسِهَا، ثُمَّ تَصُبُّ عَلَيْهَا الْمَاءَ، ثُمَّ تَأْخُذُ فِرْصَةً -قطنة أو قماشة- مُمَسَّكَةً -فيها مِسْك- فَتَطَهَّرُ بِهَا، فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: وَكَيْفَ تَطَهَّرُ بِهَا؟ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ! تَطَهَّرِينَ بِهَا ! فَقَالَتْ عَائِشَةُ كَأَنَّهَا تُخْفِي ذَلِكَ: تَتَبَّعِينَ أَثَرَ الدَّمِ.
فأفاد الحديث أن الحائض تتميز في غُسلها من الحيض بأمرين:
الأول: المبالغة في دَلْك رأسِها دلكًا شديدًا، حتى تبلغ أصول شعرها، ثم تصب عليه الماء، بينما غيرها يُروِّي أصول رأسه، ويدلكه يسيرا، ثم يفيض بالماء ثلاثا.
الثاني: أنها تتبع أثر الدم وخروجه، بطيب، من مِسْكٍ ونحوه.
وفي الحديث: قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: "نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ، لَمْ يَكُنْ يَمْنَعُهُنَّ الْحَيَاءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِي الدِّينِ".
فاحرصن على العلم والفقه في الدين، بارك الله فيكن.
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 21/4/1443هـ