خزانة الفتاوى / الصلاة / السُّنة التسليمُ من صلاة الجنازة تسليمةً واحدةً

السُّنة التسليمُ من صلاة الجنازة تسليمةً واحدةً

تاريخ النشر : 20 رجب 1443 هـ - الموافق 22 فبراير 2022 م | المشاهدات : 869
مشاركة هذه المادة ×
"السُّنة التسليمُ من صلاة الجنازة تسليمةً واحدةً "

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
 فإن السنة الثابتة عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في التسليم من صلاة الجنازة، هي تسليمة واحدة خفيفة على اليمين، وهو المروي عن علي بن أبي طالب وأبي هريرة وابن عمر وابن عباس وجابر وأنس وزيد وواثلة بن الأسقع رضي الله عنهم أجمعين. 
وذهب جماعة من أهل العلم إلى أن المشروع تسليمتان، واستدلوا له بحديث ابن مسعود رضي الله عنه: ( ثَلاَثُ خِلاَلٍ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُهُنَّ، تَرَكَهُنَّ النَّاسُ، وذكر منها: التَّسْلِيمُ عَلَى الْجَنَازَةِ مِثْلَ التَّسْلِيمِ فِي الصَّلاَةِ. حسن.
وهذا الأثر ظني الدلالة، فقوله رضي الله عنه: "التَّسْلِيمُ عَلَى الْجَنَازَةِ مِثْلَ التَّسْلِيمِ فِي الصَّلاَة"، يحتمل أن التشبيه بأصل التسليم، أي: يخرجون من الصلاة بغير تسليم كالتسليم من صلاة الفرض، ويحتمل التشبيه بالتسليم في الجهر به، أو يشبهه في قوله: السلام عليكم ورحمة الله، ونحوه، من احتمالات التشبيه بين التسليم من الصلاة والتسليم من الجنازة.
لكن عمل الصحابة رضي الله عنهم، وبهذا العدد لا يحتمل هذا، بل هو كالنص في الموضوع، وأن المحفوظ من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليمة واحدة، وإلا لما تكاثر فعلهم لهذا الحد، ولما سكت الصحابة الآخرون رضي الله عنهم، ولم ينكروا عليهم.
فالراجح هو المحفوظ عن الصحابة رضي الله عنهم، من كونه تسليمة واحدة، لكن لو أنه سلم تسليمتين، وأخذ بالقول الآخر، فلا بأس، وقد ورد ذلك عن بعض السلف.
مسألة: هل يتابع المأمومُ الذي يرى التسليمة الواحدة، فهل يتابع الإمامَ في التسليمة الثانية؟
قولان لأهل العلم:
فمنهم من يقول: يتابعه، لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: (إنما جعل الإمام ليؤتم به).
وقيل: لا يتابعه؛ لأنه إن سلم الأولى فقد انقضت صلاته، ولم يعُد مطالبا بمتابعة الإمام.
وعندي أن القول الأول أفضل، وأبعد عن إثارة الفتنة، فيتابع الإمامَ في التسليمتين.
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 1/6/1443هـ
 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف