خزانة الفتاوى / لطائف فقهية / ذكاء الفقيه (3)

ذكاء الفقيه (3)

تاريخ النشر : 20 رجب 1443 هـ - الموافق 22 فبراير 2022 م | المشاهدات : 464
مشاركة هذه المادة ×
"ذكاء الفقيه (3)"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق، وسيد المرسلين نبينا محمد،وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
  استدل نُفاة رؤية الله تعالى في الآخرة بقوله تعالى: (لا تُدْرِكْه الأبصار)!!
لكن جاء جواب من يقول بثبوت رؤيته تعالى بالآية نفسها، حيث قال: إن الإدراك لا يكون إلا بعد رؤية، فالإدراك هو الإحاطة بالشيء، فمتى نُفِي الإدراك كان دليلا على ثبوت الرؤية، إذ لا يقال لما لا يُرَى: إنك لا تدركه، إنما يقال لا تدركه -أي: لا تحيط به- لشيء تراه، فإن رأيته استقام أن تقول: لا أدركه، أي: لا أحيط به، كما لو قيل لك: إنك لا تدرك البيت، فهذا يعني أنك تراه، لكن لا تدرك مكوناته وسعته وغرفه ونحوه.
وهذا بناء على قاعدة: إن نفي الأخص، لا يلزم منه نفي الأعم، كما لو قلت: فلان لا يحسن الخط، فهذا معناه أنه يكتب، لكن بخطٍّ غير حسن، فنفي جودة الخط -وهو الأخص- دليل على أنه يكتب، وليس دليلا على نفي الكتابة، التي هي الأعم.
فمتى انتفى الإدراك كان دليلا على ثبوت الرؤية، إذ الإدراك فرع ثبوت الرؤية، وليس كما زعموا.
فصارت تلك الآية نفسها دليلا على ثبوت رؤية الله تعالى في الآخرة.
علما أن رؤية الله تعالى في الآخرة هو أنعم وأعظم ما في الجنة، وقد قامت الأدلة الصريحة على ذلك، قرآنًا وسنةً.
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 11/6/1443هـ
 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف