ما مقدارُ الدُّنُوِ من السترة في الصلاة، فقد ورد الأمر بذلك؟

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد

نعم أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالسترة، بين يدي المصلي، وداوم على ذلك صلى الله عليه وسلم، وأمر أيضا بالدُّنُوِ منها، فقال: (إذا صلى أحدُكم فليصلِّ إلى سترةٍ ، وليدنُ من سترتهِ، لا يقطعُ الشيطانَ عليه صلاته) وقد وَهِمَ بعضُ الناس ففهم أن المقصود بالدُّنُو من السترة يكون بالرِّجْلَيْن، فتجده يقترب جدا من السترة ببدنه، وهو قائم، فلا يكاد يحسن ركوعه وسجوده، ولا يكاد يجافي بين بطنه وفخذيه، وبين فخذيه وساقيه، كما هي السنة، إنما يدنو جدا من سترته، حتى تفوت عليه تلك السنن!

إنما الصحيح في الدنو من السترة أن يكون بالرأس عند السجود، كما بينت السنة الصحيحة ذلك من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كَانَ بَيْنَ مُصَلَّى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ الْجِدَارِ مَمَرُّ الشَّاةِ، ولا يتصور حمل هذا على المسافة بين قدميه وبين السترة!! فهذا الموضع على هذا التصور قصير جدا، لا يتمكن فيه من الركوع ولا السجود، فتعين أن المراد بين موضع سجوده، وبين الجدار ممر الشاة، وليس بين رِجْليه وبين الجدار، وبهذا التفسير يستقيم المعنى جدا، فيكون الدنو المطلوب شرعا أن تكون سترته قريبة من موضع سجوده، بقدر ممر الشاة، فيتخذ المصلي المسافة المناسبة التي تحقق ذلك، ويضع فيها السترة، أو يبعد عنها بقدر هذه المسافة، لو كانت ثابتة، من جدار وعمود وكرسي ونحوه.

والله الموفق

كتبه: د. محمد بن موسى الدالي

في 16/7/1443هـ