خزانة الفتاوى / الصلاة / السُّنة في متابعة الإمام، انتقال المأموم بعد انتقال الإمام انتقالا بدنيًّا تامًّا

السُّنة في متابعة الإمام، انتقال المأموم بعد انتقال الإمام انتقالا بدنيًّا تامًّا

تاريخ النشر : 3 شعبان 1443 هـ - الموافق 07 مارس 2022 م | المشاهدات : 405
مشاركة هذه المادة ×
"السُّنة في متابعة الإمام، انتقال المأموم بعد انتقال الإمام انتقالا بدنيًّا تامًّا"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
 السُّنة في متابعة الإمام، انتقال المأموم بعد انتقال الإمام انتقالا بدنيًّا
 تامًّا.
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فإن المشهد دائم التكرار، في كل صلاة جماعة أن المأمومين ينتظرون الإمام حتى يكبر، ولو تأخَّر كثيرا، وكأنهم لا يُؤْذنُ لهم في الانتقال إلا بتكبير الإمام أو تسميعه، أو إنهم يتابعونه بمجرد تكبيره، ولو بادر بها، ولم يكن انتقل انتقالا تاما إلى الركن التالي، وهذا أسوأ من الأول!!!
وكلاهما محض خطأ، ليس من الدِّين، ولا يمُتُّ للسنة بصلة، بل السنة هي انتقال المأموم بمجرد أن ينتقل الإمام إلى الركن التالي انتقالا بدنيا تاما، ولو تأخَّر أو بكَّر بالتكبير، دل على ذلك صريحًا السنةُ، ففي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ ... فَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا، وإذا سجد فاسجدوا .. الحديث) فجعل العبرة في المتابعة، بانتقال الإمام بدنيا، وليس بقوله: "الله أكبر"، أو "سمع الله لمن حمده"، بل إن ركع فاركع مباشرة، وإن رفع فارفع مباشرة، وهكذا.
وهو كذلك المنقول عن متابعة الصحابة رضي الله عنهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن البراء رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال: (سمِع الله لمن حمده)، لم يَحْنِ أحدٌ منا ظهره حتى يقعَ النبي صلى الله عليه وسلم ساجدًا، ثم نقع سجودًا بعده".
وفي لفظ: (حتى يضع النبي صلى الله عليه وسلم جبهته على الأرض) وهذا النص صريح جدا في أن الصحابة رضي الله عنهم يرقبون النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته، فمتى أتمَّ انتقاله إلى الركن التالي انتقلوا، وليس كما يصنعه الناس الآن، يبقون ينتظرون حتى يكبر الإمام، ولو تأخَّر، وكأنهم لا يُؤذنُ لهم في الانتقال إلا بتكبيره!! فتفوت عليهم سنن كثيرة في الصلاة الواحدة، تبلغ في الركعة الواحدة سبع سنن، أي قرابة 120 سُنَّة في الصلوات الخمسة يوميا، في متابعة الإمام فقط، والله المستعان.
وقد يقول قائل: إن لم أكن أرى الإمام، فكيف انتقل، فنقول: في تلك الحال يكفي الانتقال بمجرد سماعه؛ إذ ليس أمامك غير ذلك.
على أني مع ذلك أقول: لو أن المأمومين في الصف الأول عملوا بالسنة، وانتقلوا بمجرد انتقال الإمام لتابعهم الناس في الصف الذي يليهم، وهكذا في كل الصفوف، فيكون انتقال المأمومين جميعا تبعا للصف الأول، ويحصل بذلك تمام متابعة المأمومين جميعا للإمام على السُّنة، ولا نحتاج إلى الاستدلال على الانتقال بصوت الإمام.
فأوصي نفسي ومن يقرأ ذلك بالحرص على تلك السنة، وعدم التهاون فيها. 
كما أوصي الإمام أن يجعل تكبيراته قبيل الوصول إلى الركن، ليحفظ للناس حقهم في سنة المتابعة التامة، ولا يتأخر حتى يصل إلى الركن، فيضيِّع على الناس تلك السنةَ، ويقع هو في محظور وضع التكبيرات في غير موضعها، إذ موضعها بين الركنين، وليس في السجود أو الركوع ونحوه.
كما لا ينبغي له أيضا أن يبادر بالتكبير، فيساويه المأمومون في انتقاله، فيفعلون مكروها.
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 26/7/1443هـ
 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف