خزانة الفتاوى / عقيدة / الرد على الدعاء بقولهم: "صلاة تنفرج بها الكرب، وتنحل بها العقد، وتقضى بها الحاجات .. "!!!

الرد على الدعاء بقولهم: "صلاة تنفرج بها الكرب، وتنحل بها العقد، وتقضى بها الحاجات .. "!!!

تاريخ النشر : 14 شوال 1443 هـ - الموافق 16 مايو 2022 م | المشاهدات : 428
مشاركة هذه المادة ×
"الرد على الدعاء بقولهم: "صلاة تنفرج بها الكرب، وتنحل بها العقد، وتقضى بها الحاجات .. "!!!"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
الرد على الدعاء بقولهم: "صلاة تنفرج بها الكرب، وتنحل بها العقد، وتقضى بها الحاجات .. "!!!
سائلة: ممكن يقولوا ان لو الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام سبب في إزاحة الهموم (ال هي في القلب زي ما حضرتك ذكرت) ف دا معناه ان المشكلة اتحلت فعلا ف ارض الواقع فيقولوا مافيش مشكلة نقول (صلاة تنحل بها العقد،...) لانها هتنحل عشان الهم يزول
ازاي الرد يا شيخ؟
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
 الهم والغم والحزن والاكتئاب ونحوه، أمراض تصيب القلب، وليس بالضرورة تكون مبنية على حاجة متأخرة أو عقدة غير محلولة، أو كربة أصابت العبد، وقد وضع الشرع لمثل هذه الأحوال علاجا، كدعاء: "اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا وغمومنا"، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، أو ذكر الله تعالى مطلقا، وكل هذا ليس له صلة أو علاقة بالحاجة المتأخرة، أو عقدة ونحوه، فحل هذه الأمور له سبيل آخر، وهو الدعاء والصدقة وكثرة الاستغفار ونحوه، مما دل دليل الشرع على اعتباره في هذه الأمور، ولم يعلم من قبل الشرع أن قضاء الحاجات وحل القعد لها ذكر معين.
وحتى على تقدير وجود الهم أو الغم بسبب مشكلة، أو كربة أو عقدة، فإن ذهاب هذا الهم، ليس معناه ذهاب سببه، فالعبد يحزن ويصيبه الهم والغم لرسوبه في الدراسة، فلو ذكر الله تعالى أو صلى على النبي صلى الله عليه وسلم ذهب همُّه وحزنُه، والرسوب باقٍ، فيرتفع الهم وسببه باق.
ويحزن العبد ويغتم لوفاة عزيز له، فيستغفر الله أو يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، فيرفع الله عنه بذلك الهم والغم، وسببهما باقٍ.
ويبتلى العبد بضياع ماله أو فقد ولده، ويغتم لذلك، فإن صلى على النبي صلى الله عليه وسلم كشف الله غمه وكربه وهمه، والسبب أيضا باق، وهَلُمَّ جرًّا.
فليس من ضرورةِ ذهابِ الهمِّ ارتفاعُ سببِهِ، فما يقولونه ما هو إلا تلبيس كعادتهم، والله المستعان.
والخلاصة: أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم سبب في مغفرة الذنوب، وكشف الهم والغم والحزن، كما هو الشأن في دعاء: اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا .... إلخ، والاستغفار، وذكر الله تعالى، هذا ما دل عليه الدليل، وليس في ذلك تعرُّضُ لقضاء الحاجات، أو حل المشكلات من أصلها، ولو كان الأمر كذلك لجلس الصحابة رضي الله عنهم والسلف الصالح عند كل مشكلة ليصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم حتى تقضى حوائجهم، وتنحل عقدهم!!.
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في الرابع من رمضان، لعام ثلاثة وأربعين وأربعمائة وألف، من الهجرة المباركة.
 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف