شيخنا، تغلبني نفسي على الدعاء في السجود أو التسبيح في الركوع، فأنتظر حتى يرفع الإمام، وينتهي من التكبير أو التسميع عمدا، فأيهما أولى أطيل الركوع والسجود، للدعاء والتسبيح، لانشغال قلبي بذلك، أم أرفع مع الإمام مباشرة؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فإن الواجب هو متابعة الإمام، ما لم يُخِل بالأركان، فإن أتى بها على الوجه الشرعي الصحيح، فأكمل أحوال المتابعة متابعته في الحال، لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فبمجرد أن يرفع الإمام من الركوع أو السجود، فإن المندوب المتأكد الرفع معه، والتأخير بعد ذلك هو إلى الخطأ أقرب منه إلى الصواب والأجر والثواب، حتى ولو غلبتك نفسُك على الدعاء أو التسبيح.
فالحرص على تلك السنة وحفظها حفظٌ للشريعة، وأكمل في أجر وثواب العبد،
ثم اعلم أخي الكريم أن السنة والمتابعة الصحيحة للإمام تابعةٌ لانتقاله البدني التام إلى الركن التالي، وليس بالانتهاء من تكبيره أو تسميعه، كما يظنه كثير من الناس!! فإن عَلِمتَ برؤيةٍ ونحوِهِ أن الإمام انتقل سُنَّ الانتقال في الحال، سواء أخَّر التكبيرَ والتسميعَ أم عجَّل بهما، لقوله صلى الله عليه وسلم: (فإن ركع فاركع، وإن رفع فارفع .. الحديث)فجعل المتابعة تابعةً لانتقاله ببدنه، وليس بتكبيره أو تسميعه.
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 26/10/1443هـ