خزانة الفتاوى / الصلاة / أيهما يقدم للإمامة في تلك الحال؟

أيهما يقدم للإمامة في تلك الحال؟

تاريخ النشر : 27 ذو القعدة 1443 هـ - الموافق 27 يونيو 2022 م | المشاهدات : 362
مشاركة هذه المادة ×
"أيهما يقدم للإمامة في تلك الحال؟"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
السلام عليكم 
ياشيخ لو كان رجل حافظ لكتاب الله ومدخن، ووجد شخص آخر يحفظ أقل وغير مدخن، فمن يقدم للصلاة، فقد سألنا بعض المشايخ المشاهير ولم يفد جواب واضح؟
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
  فإن كان هذا المدخن مستترا، لا يدخن أمام الناس، وهو حافظ ضابط لكتاب الله تعالى، فهو أولى بالتقديم للإمامة لعموم الحديث: (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله .. ) شرط ألا يكون ضعيف العلم بأحكام الصلاة، والآخرُ قليل الحفظ فقيهٌ بأحكام الصلاة، فهذا يقدم.
أما إن كان المدخن يجاهر بالمعصية، ويشرب الدخان علنًا، وهذا هو الغالب، فإنه حينئذ ينظر؟
فإن كان الشخص الآخر يضبط الفاتحة، وبعض سور من كتاب الله تعالى، ولو يسيرا جدا، فإنه يقدم؛ ووجه ذلك أن تقديم المدخن المعلن بمعصيته، يغُرُّ الناسَ به، وربما اتُخذ قدوة على معصيته، لكن لو أُخِّر عن الإمامة كان هذا أدعى لتركه المعصية، أو على الأقل يردعه عن معصيته.
أما لو كان غيرُ المدخن لا يحسن الفاتحة، فلا شك أن المدخن يقدم، حفظًا لكتاب الله تعالى، وحرصا على صحة وسلامة الصلاة، وتغتفر في هذا الجانب معصيته، مع وجوب توجيه النصح له بين الحين والآخر، وكلما وجد الأضبط للفاتحة غير المدخن، كان أولى بالتقديم.
وهذا كله فيما لو لم يكن المدخنُ الإمامَ الراتبَ، فإن كان هو الراتب قُدِّم بدون تفصيل، لكن على الناس رفع الأمر إلى الجهات المسؤولة، لتعيين إمام ملتزم غيره.
ويشبه هذه المسألة من وجه، لو وُجد حافظ لكتاب الله تعالى، غير عالم بأحكام الصلاة، وقد يكون صاحب بدعة، وآخر يعلم ويفقه أحكام الصلاة مع قلة حفظ، فتقديم الأخير أولى، لكونه أنفع وأضبط للصلاة، وكلما كان أكثر التزاما بسنن الصلاة كان أولى بالتقديم، ولو أقل حفظا.
والله المستعان
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 23/11/1443هـ
 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف