الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ صلَّى صلاةً فقرأ فيها، فلُبِّسَ عليهِ، فلمَّا انصرفَ قال لأُبَيٍّ رضي الله عنه: أصلَّيتَ معَنا؟ قال نعَم. قال: فما منعَكَ؟! أي: ما منعك أن تفتح عليَّ؟!
وعن المسور بن يزيد الأسدي رضي الله عنه قالَ: شَهِدتُ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقرأُ في الصَّلاةِ، فترَكَ شيئًا لم يقرَأهُ، فقالَ لَه رجُلٌ: يا رسولَ اللَّهِ ترَكتَ آيةَ كَذا وَكَذا، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: هلَّا أذكَرتَنيها -أي: لِمَ لَمْ تُذكِّرْني بها حينَ نُسِّيتُها-؟! حديث حسن.
ففي هذا العمل صيانةٌ لكلام الله تعالى عن الخطأ أو النسيان، فلا يضر الفتح على الإمام لتصحيح قراءته، كما توهَّمَه بعضُ الأئمة!!
ويجب الفتح على الإمام إن أخطأ في القراءة، فيما لو كان يخل بالمعنى، سواء في الفاتحة أم غيرها، أو نسي من الفاتحة آية.
إما لو لم يُخِلَّ بالمعنى، أو نسي في غير الفاتحة، فيندب له الفتح إذن.
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 13/12/1443هـ