خزانة الفتاوى / عقيدة / زيارة الأضرحة والمقامات

زيارة الأضرحة والمقامات

تاريخ النشر : 21 محرم 1444 هـ - الموافق 19 اغسطس 2022 م | المشاهدات : 929
مشاركة هذه المادة ×
"زيارة الأضرحة والمقامات"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
 هل يجوز لي زيارة اضرحة الصالحين، ومقامات اولياء الله الصالحين؟ بارتاح اوى عند زيارتهم، ولا ده فيه مشكله؟
  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
  فإن زيارة القبور من الأمور المشروعة، والتي ندب إليها الشرع، لما يحصل بها من العبرة والعظة، وتذكر الموت، وتذكر الانتقال من تلك الدار إلى الدار الآخرة، نسأل الله تعالى السلامة والعافية في الدَّارين.
أما زيارة قبر شخص بعينه، لمجرد أن هذا الشخص يحصل عنده ارتياح، أو تحصل بركة بزيارة قبره ونحوه!! فلا يعلم مشروعية هذا في الإسلام، ولو كان قبرُ أعظمِ رجلٍ في الإسلام، وهو النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فلا يندب قصد قبره لذاته، ولم يرد ما يدل على فضل ذلك البتة، إنما عند الصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، يندب التسليم على قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وقبر صاحبيه، لوجودهما بالضرورة في هذا المكان، بعد التوسعة التي حصلت للمسجد النبوي، بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان من اللازم إن زرتَ المسجد النبوي، أن تسلم على قبره عليه الصلاة والسلام، وقبر صاحبيه، هذا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، فليست المقابر الثلاثة مقصودة لذاتها بالزيارة، إنما المقصود الصلاة في المسجد النبوي، وبالتبع يسلِّم على القبور الثلاثة.
بمعنى أن لو كانت تلك القبور الثلاثة في مكان آخر، غير المسجد النبوي، لم تقصد بالزيارة أصلا، إلا من جملة مقابر المسلمين، فليس في الشرع ما يندب لذلك، وهي قبر سيد البشر صلى الله عليه وسلم، وقبرا أعظمِ رجلين في الإسلام بعد رسولها رضي الله عنهما، فكيف بقبور غيرهم؟!
فإن طلبت الراحة والطمأنينة والعظة، فعليك بزيارة القبور مطلقا، وسلم على الأموات، وخذ بالسنة في الزيارة، من الدعاء لهم، وتذكر الموت، والعمل للدار الآخرة، فهذا هو المشروع عند زيارة القبور.
على أن الغالب على من يزور تلك القبور المقصودة (الأضرحة)، ألا تسلم زيارته من مخالفات شرعية، من تمسٌّح، وتقبيل للجدران، وكثيرا ما يصل الأمر إلى أمور شركية، كسؤال صاحب القبر الشفاءَ والنجاحَ والسلامةَ، ونحوه، مما لا يسأل إلا من الله تعالى!! وقد رأينا طرفا خطيرا من ذلك، والله المستعان.
فأوصيك أخي الكريم أن تحتط لدينك في هذا الأمر، وألا تسلك سبل المبتدعة، الذين هونوا على الناس أمر التوحيد، وأوقعوهم بفتاواهم الضالة في البدع، والمحدثات، بل والشركيات، نسأل الله تعالى السلامة.
تنبيه: لا يوجد في ديننا الكريم شيء اسمه ضريح أو مقام، إنما يقال للمكان الذي يدفن فيه الموتى: قبر، لا غير، حتى ولو كان المدفون فيه هو النبي صلى الله عليه وسلم، فهو قبر، وليس ضريحًا أو مقامًا.
والله المستعان
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 18/12/1443هـ
 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف