خزانة الفتاوى / الصلاة / حكم الإطالة في الصلاة، وصورها

حكم الإطالة في الصلاة، وصورها

تاريخ النشر : 21 محرم 1444 هـ - الموافق 19 اغسطس 2022 م | المشاهدات : 335
مشاركة هذه المادة ×
"حكم الإطالة في الصلاة، وصورها"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
 السلام عليكم 
ياشيخ كثير من الاحيان نصلى خلف ائمة يطولو الصلاة جدا حتى تصل لساعات ايه حكم ده؟؟؟؟
  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
  فإن التطويل في الصلاة له صور: 
الأولى: التطويل فيما ورد تخفيفه، كراتبة الفجر، وتحية المسجد، وراتبة المغرب، والركعتين عند مقام إبراهيم، فهنا المحافظة على السنة، والمداومة على تخفيف تلك الصلوات هو الأولى، وقد يصل للوجوب، حفاظا على الهدي العام لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
الثانية: التطويل في الرواتب، فلا بأس بالقدر المناسب، بحيث لا يتعارض مع وقت صلاة الفريضة، وأحوال المساجد، لكن لو صلاها في البيت، وأطالها -خاصة الراتبة البعدية-، فأرجو ألا بأس عليه في ذلك.
الثالثة: التطويل في صلاة الليل، فإن هذا من السنة، فقد كان صلى الله عليه وسلم يطيل جدا فيها، وفي القراءة فيها، حتى قرأ البقرة والنساء وآل عمران -بنفس الترتيب- في ركعة، صلى الله عليه وسلم، وكذا يطيل سجودها وركوعها، بقدر متساوٍ تقريبا.
الرابعة: الإطالة في صلاة الفريضة، فإن وافق هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فهو السنة، أما إن زاد، كما سمعنا أن البعض يطيل حتى يصل لساعة أو يزيد في الصلاة الواحدة، فهذا خلاف الهدي تماما، فإن الواجب على أئمة المسلمين المحافظة على صلاةٍ كصلاةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم تماما، لا يختلفون فيها عليه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (صلوا كما رأيتموني أصلي) وقد صلى النبي عليه الصلاة والسلام أكثر من إحدى عشرة سنة، على صورة واحدة، لم يختلف فيها، ولم يطل فيها على عشر تسبيحات في الركوع والسجود، وقراءته في المفروضة معروفة محفوظة في الصلوات الخمسة، فالزيادة عليها تجاوزٌ للحد، وخروجٌ عن الهدي، وهو نوع استدراك عليه صلى الله عليه وسلم، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
وقد سمعت من بعضهم جواز الإطالة في الفريضة بلا حدٍّ، ويستدلون لذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: (إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي ... الحديث )!! 
وليس في الحديث دلالة على جواز الإطالة عن المعتاد، فإنه صلى الله عليه وسلم يريد إطالتها يعني على الوجه المعتاد له، وليست إطالة غير معتادة، بدليل أنه في أكثر أحواله لم يوجد صبيٌّ يبكي، ومع ذلك لم يطل الصلاة صلى الله عليه وسلم عن المعتاد، فدل على أن قوله: "إطالتها"، يعني يدخل الصلاة وهو يريد أن يسبح عشرًا، فيجعلها خمسًا، أو وهو يريد أن يقرأ بعشرين آية، فيجلعهن عشرا، وهكذا، ولو أراد الإطالة غير المعتادة، لفعلها مرات ومرات.
فالواجب على المسلمين في صلاة الفريضة -خاصة- المحافظة على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم المحفوظ، كما كان الصحابة رضي الله عنهم يحرصون على ذلك، ولا يتجاوزون فيها.
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 27/12/1443هـ
 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف