هل قولهم: الاستواء معلوم والكيف مجهول ليس بحديث؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
لا، فهذا من كلام الإمام مالك رحمه الله تعالى، وهو أصل في باب الصفات: أن الصفة المنسوبة إلى الله تعالى في الكتاب أو السنة من حيث اللغة العربية معلومة.
وكيفية تلك الصفة لله تعالى مجهولة، لم نُخبر بها كتابا ولا سنة، فلا نعلم كيفية سمع الله تعالى، ولا كيفية بصره، ولا كيفية استوائه، ولا كيفية ساقه، ولا كيفية نزوله إلى السماء الدنيا، ولا كيفية إتيانه ومجئيه يوم القيامة.
والإيمان بها واجب؛ لأنها خبر القرآن، والسؤال عنها بدعة، لسكوت الصحابة رضي الله عنهم عن السؤال عنها، وبينهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أعلم الناس بالله تعالى، ومع ذلك تركوا السؤال عنها، مما يدل على أنها ليست محلا للبحث، وأنهم فهموا منها ما يدل عليه اللسان العربي، دون تكييف، فلم يشكل عليهم أمرها أصلا، فمن سأل عن ذلك بعدهم فهو مبتدع.
فعلى المسلم أن يسير على هذا الأصل في كل صفات الله تعالى، يكون بذلك على مذهب السلف الصالح، والله الموفق.
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 1/2/1444هـ