خزانة الفتاوى / عقيدة / حجة أهل البدع؛ حديث: (من سن في الإسلام سنة حسنة)

حجة أهل البدع؛ حديث: (من سن في الإسلام سنة حسنة)

تاريخ النشر : 14 صفر 1444 هـ - الموافق 11 سبتمبر 2022 م | المشاهدات : 1247
مشاركة هذه المادة ×
"حجة أهل البدع؛ حديث: (من سن في الإسلام سنة حسنة)"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
 الحمد لله وكفى، وصلاة وسلام على عبدها لمصطفى، وبعد.
 قرأت مقالة لإحدى الأخوات، وهي تناضل عن أهل البدع في بدعهم وطُرُقهم، مستدِلَّة -وبقوة- بقوله صلى الله عليه وسلم: (من سن في الإسلام سنة حسنة) زاعمة أن ما يفيده الحديث هو جواز التشريع والتسنين وإحداث طرق للذِّكر ونحوه، فجعلت هذا الحديثَ أصلا في جواز أن يأتي كل أحد بطريقة في الذِّكر، ولتقوية هذا العمل، تحصر الذي يأتي بتلك الأذكار في شيخ الطريقة المعمَّم، والذي هو في كثيرٍٍ من أحواله لا يحسن يتوضأ!!
وبعيدًا عن كل المناقشات الموهومة التي أوردتها في تلك المقالة، فإن طالب العلم المتقِن -على تقدير أن النص القرآني أو النبوي يُوهِمُ، أو يوجب شبهةً على نحو ما ظنَّتْه الأخت- فغايةُ الطالبِ الحازمِ المتقِنِ أن يكون هذا النص عنده من المتشابِه، الذي يجب ردُّه إلى محكمات الشريعة، التي تحرم وتشدد في إحداث البدع في الدِّين، كتابًا وسنةً، وتحذر من ذلك تحذيرا عظيما.
ولا يكون من الذين في قلوبهم زيع، فيتبعون ما تشابه منه، ابتغاء الفتنة!
فعلى تقدير أن الحديث أَوْهَمَ هذا المعنى الذي ذكرته، بوجه قد لا يتضح لنا معناه ، فعلى هذا التقدير، على الطالب في تلك الحال ردُّ النصِّ المتشابه إلى المحكم، فتلك طريقة الراسخين في العلم.
ثم لتعلم تلك الأخت ومن شابهها في الاستدلال، وبفهمهم هذا الناقصِ للحديث، لتعلم أنها بذلك تلصق برسول الله صلى الله عليه وسلم تهمةَ تضليلِ الأمة، وأنه يفتح بابًا لكل مسلم، على مرِّ الأزمان، وحتى قيام الساعة، -وسواء كان صاحبَ طريقةٍ معمَّمًا أم غيرَه- أن يشرِّع في الدِّين ما يراه حسنا، من ذِكْرٍ وغيره، حتى تنطمس الشريعة، فلا تكاد تُعرف!!وحاشاه صلى الله عليه وسلم.
ويكفيها هذا اللازم رادعًا مانعًا لها عن هذا الفهم السقيم للنص، وعن السير على طريق أهل الضلال والبدع، نسأل الله لنا ولها الهداية والتوفيق والسداد والرشاد.
والله المستعان
د. محمد بن موسى الدالي
في 7/2/1444هـ
 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف