الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فإن الواجب عند السجود تمكين الجبهة من الأرض، هذا ما وردت به السنة واضحةً جلية، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان كان إذا سجدَ أمْكنَ أنفَه وجبهَتَه الأرضَ، ونحَّى يديه عن جنبَيهِ، ووضعَ كفَّيه حَذوَ مَنكِبَيه.صحيح.
وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم في شدة الحر، فإن لم يستطع أحدُنا أن يُمكِّن جبهتَه من الأرض، بسط ثوبه فسجد عليه.
والتمكين هو الإلصاق والإحكام بشدة، مبالغةً في السجود والتذلل والخشوع بين يدي الله تعالى، نسأله تعالى رحمته ومغفرته وعفوه.
وعليه فإن كان هذا الأسفنج مرتفعًا، فلابد من الضغط عليه بالجبهة في السجود، حتى ينكبس جدا، حتى يكون على أقلِّ تقديرٍ مثل السجاجيد العادية، فلا تكفي المماسة بين الجبهة والأرض في تلك الحال، بل لابد من الضغط بها.
ونفس الحكم فيما لو سجد على حشيشٍ أو قطنٍ ونحوه، فلابد من تمكين الجبهة.
وفي الجملة، كلما تيسر تجنُّبُ هذا، فهو الأولى، فهذه رفاهية زائدة -وإن كانت مباحة- لكن الأولى تعويد النفس على البعد ما أمكن عن التنعم الزائد.
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 3/5/1444هـ