الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فقد دعى بعض المبتدعة إلى صلاة في ليلة الثلاثين من شعبان، بدعوى أن من صلاها بعدد كذا مرة، يتحقق له كذا وكذا، والله المستعان
وهذا كغيره من أعمال أهل البدع، لا أصل له من كتاب الله تعالى، ولا من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا من هدي الصحابة رضي الله عنهم، والذين في اتباعهم الخير كله، بل هو من باطل القول والعمل، ولا يجوز فعله، ولا نشره والترويج له، بل الواجب التعاون على إبطاله، وإبطال كل ما يشاكله من دعاوى المبتدعة، الذين لا يألون جهدا في تغيير دين الله تعالى، والإحداث فيه بغير ما أنزل الله تعالى.
وعلى كل مسلم أن يطالب هؤلاء وأشباههم بأدلة خاصة على ما يدعون الناس إليه، وإلا كان عملهم استدراكا على دين الله تعالى، وادعاء لعلم الغيب؛ إذ ما أدراهم أن تلك الصلاة يحصل بها كذا وكذا من الفضل، وبهذا العدد خاصة، وفي هذه الليلة خاصة، وماذا لو لم يتم الشهر، وكان تسعا وعشرين، فهل سينتقل هذا الفضل إلى هذه الليلة، وغيره، من لوازم هذا التوجه الفاسد؟!
فكل هذا لا يعرف إلا بوحي من الله تعالى، وليس هو من محالِّ الاجتهاد، حتى يجتهد العبد فيه،
والله المستعان.
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 27/8/1444هـ