الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى، وآله وصحبه الشرفا، وبعد
فهذا الكلام أصبح يردده الجهال، بُغيةَ إثباته بأي طريق، وبديهةً: كفَّتان من أهل العلم اختلفوا في الاحتفال بالمولد:
كفَّة فيها أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، رضي الله عنهم أجمعين، وفيها أئمة الإسلام جميعا، أسياد العلم في تاريخ الإسلام كله، الأكابر من أهل الدنيا.
وكفَّةٌ بعدهم بأربعمائة عام، نشأ فيها من يقول بجواز الاحتفال بالمولد النبوي، فأين هذه الكفة من تلك؟! حتى يقال: خلاف سائغ معتبر!
وهل يقاس الخمر باللبن؟!
من قال بالجواز بعد ما اطلع على أحوال كبار أئمة الإسلام من صحابة وأئمة وغيرهم، وتركِهم مجتمعين لهذا الاحتفال، ثم خالفهم هذا الآخِرُ، فالتهمة في قوله أقرب، وقوله إلى الخطأ أصوب، وليس هذا من الخلاف السائغ البتة، فلا تعادل بين الكفتين بحال.
والله المستعان
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 4/3/1445 هـ