خزانة الفتاوى / الصلاة / هل الحركة في الأذان مقصودة لذاتها؟

هل الحركة في الأذان مقصودة لذاتها؟

تاريخ النشر : 19 رجب 1445 هـ - الموافق 30 يناير 2024 م | المشاهدات : 675
مشاركة هذه المادة ×
"هل الحركة في الأذان مقصودة لذاتها؟"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
 جاء عند مسلم عن أَبِي جُحَيْفَةَ في صفة أذان بلال رضي الله عنهما قال: (وَأَذَّنَ بِلَالٌ، فَجَعَلْتُ أَتَتَبَّعُ فَاهُ هَا هُنَا وَهَا هُنَا يَقُولُ يَمِينًا وَشِمَالًا يَقُولُ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ.
فهذا الحديث واضح في التفات بلال رضي الله عنه يمينا وشمالا، عند قوله: (حي على الصلاة، حي على الفلاح).
وكذا أخرج الترمذي من حديث وهب بن عبد الله قال: رأيت بلالاً يؤذن ويدور، ويتبع فاه هاهنا وهاهنا، وأصبعاه في أذنيه .. الحديث) وهو حديث حسن.
وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه أمر بلالا أن يضع أصبعيه في أذنيه، وقال: إنه أرفع لصوتك. لكنه ضعيف.
فهل هاتان الحركتان (الالتفات، ووضع الأصبعين في الأذنين) مقصودتان لذاتهما، فيكونا من مقاصد التعبد في الأذان، أم هما معقولتان المعنى، منوطتان بالحاجة، أي: إن اقتضتهما الحاجة فَعَلَهُما، وإلا فلا؟
الأظهر أن تلك الحركة في الأذان مقصودة لغيرها، لا لِذَاتِها، فالالتفات يمينًا ويسارًا، ليُسمِع الناسَ، لو كان يؤذِّن على منارة ونحوه، بحيث لا يُسمع الناسَ في اليمين واليسار إلا بالالتفات، فإنه يفعل ذلك، أما إن استغنى عن ذلك بالميكروفون كما هو الحال الآن، فلا حاجة أن يلتفت يمينا ويسارا.
وأما وضْعُ الأصبع في الأذن، فقد عُلِّل أنه ليراه الناس؛ فيعلمون أنه يؤذن، أو لأنه أعلى لصوته، كما جاء في الحديث السابق، وهو ضعيف.
وكلا التعليلين أيضا الآن يغني عنهما الميكروفون.
وعليه، فلا معنى لالتفات المؤذن يمينا وشمالا، وهو داخل المسجد، وهو يؤذن في الميكروفون، ولا معنى أيضا لوضع الأصبع في الأذنين، فليس في هذين الفعلين أدنى إشارة من الشرع أنهما يفعلان تعبدا، حتى يصِرَّ عليهما بعض المؤذنين في المساجد، فتجده يمسك الميكروفون ويتحرك به يمينا وشمالا! أو يضع أصبعه في أذنيه! وكأنه مأمور بذلك، على وجه التعبد، كالركوع والسجود ورفع اليدين للتكبير ونحوه.
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي 
في 17/7/1445هـ
 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف