الحمد لله وكفى، وصلاةً وسلامًا على نبيه المصطفى، وعلى آله وصحبه المتقين الشُّرفا، وبعد
فإن وجوب اعتداد المرأة في بيت الزوجية، ووجوبَ مُكثها فيه، دون خروجها إلا لحاجة أو ضرورة، بحيث تأثم لو خرجت، إنما هو على الأرمل فقط، فتعتد وجوبا في بيت الزوجية.
أما المطلقة الرجعية أو البائن، فلا يلزمها المكث في البيت، على نفس النحو السابق، إنما يحسن بالرجعية أن تمكث في بيت زوجها، وتتزين له، لتدعوه إلى مراجعتها، لأنها في حكم الزوجات، بنص الكتاب العزيز، فكان من عظيم التشريع، لكن لها أن تخرج لعملها ولأهلها ولحاجتها، سواء الضرورية أم غيرها، مادامت محتشمة، غير متزينة، محافظة على وقت الخروج.
وليس كذلك البائن، بل ينبغي لها الخروج من بيت طليقها إلى حيث شاءت، فلا يتأتي المكث في بيته؛ إذ ليست زوجة، ولا في حكمها، فالأجدر بها الخروج، ولا بأس عليها لو مكثت مع أولادها، لكن هذا ليس على سبيل الوجوب، ولا الندب، فإن كان لها بيت آخر كان الأولى الخروج إليه، ولا يلزم لعدتها مكث في أي بيت أصلا.
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 18/8/1445هـ