خزانة الفتاوى / الصيام / مختصر في بيان معنى المُفَطِّر من كلام الفقهاء، لتحرير مناط المُفطِّرات المعاصرة

مختصر في بيان معنى المُفَطِّر من كلام الفقهاء، لتحرير مناط المُفطِّرات المعاصرة

تاريخ النشر : 8 ربيع أولl 1446 هـ - الموافق 12 سبتمبر 2024 م | المشاهدات : 76
مشاركة هذه المادة ×
"مختصر في بيان معنى المُفَطِّر من كلام الفقهاء، لتحرير مناط المُفطِّرات المعاصرة"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد 
 فانطلاقا من تحرير معنى الأكل والشرب في كلام العرب، اللذَيْن يحصل بهما الفطر - بعيدا عن الجماع - فإن كلام الفقهاء في هذه المسألة يكاد ينحصر في بيان المنفذ المعتاد، وبيان معنى الجوف، فبهما يتحرر معنى الأكل والشرب، اللذان هما محل المنع والتحريم في شرع الله تعالى للصائم؛ لذا وجب تحرير معنى الأكل والشرب في لغة العرب.فالمنفذ هو الحلق، وما دونه من ناحية البطن، والجوف هو المعدة، وما اتصل بها من أمعاء دقيقة، فقط، دون باقي تجاويف البطن، وسبق تحرير هذا الأمر في غير هذا الموضع.
فما بلغ الحلق، فنزل منه مرورًا بالمريء، وصولا إلى المعدة، فهو المُفطِّر، سواء كان مغذِّيًا أم لا، أو نافعًا أو ضارًّا، وسواءٌ امتصَّه البدنُ أم لا، وهو قول الجمهور.
وبناء على ذلك فإن الفقهاء المعاصرين جعلوا تحرير المفطر يدور على ما يحقق الأكل والشرب، وهو منحصر في أمرين اثنين، وهما: المنفذ المعتاد،  والأكل والشرب وما في معناهما، ولهما أحوال ثلاثة:
الأول: أن يجتمعا جميعا، فإن الصوم يبطل بالإجماع، كالأكل والشرب عن طريق الفم، ثم الحلق، ثم الوصول إلى الجوف، وهذا واضح.
الثاني: أن يرتفعا جميعًا، فلا هو داخلٌ من المنفذ المعتاد، ولا هو في معنى الأكل والشرب. 
كالكريمات والدهانات والمراهم والكريمات والزيوت، سواء على الرأس أو في الوجه، أو على بقية البدن، وكالحقن العلاجية، كالتي في العضل أو الجلد أو الوريد، وليست مغذية، وما يدخل عن طريق القبل أو الدبر أو المهبل، فلا هي من المنفذ، ولا هي قائمة عن الأكل والشرب ونحوه، وغازات التخدير، سواء البنج أم غيره، فقد ارتفع عنها الأمران جميعا، المنفذ ومعنى الأكل والشرب، وغسول الأذن، فقد ارتفعا جميعا أيضا، وكذا القسطرة والحقن الوريدية والإنسولين في الدم، فلا هي من المنفذ المعتاد، ولا بمعنى الطعام والشراب، فلا فطر بذلك كله على الأرجح من أقوال أهل العلم.
الثالث: أن يوجد أحدهما، دون الآخر، فإما أن يكون الدخول من المنفذ المعتاد فقط، وليست طعاما ولا شرابا ولا بمعناهما، أو أن تكون في معنى الطعام والشراب فقط، ولا تدخل من المنفذ من المعتاد.
فالفطر بها هو الراجح من أقوال أهل العلم.
مثاله: الحقن الغذائية، فهي -وإن انتفى عنها المنفذ المعتاد- فقد قامت عن الأكل والشرب، ومنظار المعدة، لكونه داخلا من المنفذ المعتاد، ولو لم يكن في معنى الأكل والشرب، وحقن الفيتامينات المغذية، التي تدفع عن طريق العضل، فهي بمعنى الطعام والشراب، ولو لم تكن من المنفذ المعتاد.
وعلى هذه الأحوال الثلاثة قِسْ!
فإما أن يجتمعا جميعا، فيحصل الفطر إجماعا، 
وإما أن يرتفعا جميعا، فلا فطر على الأرجح، 
وإما يوجد أحدهما دون الآخر، فإن الفطر يحصل به على الأرجح.
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 16/9/1445هـ
 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف