خزانة الفتاوى / الزكاة / التوكيلُ في إخراجِ زكاة الفطرِ، وصورُهُ

التوكيلُ في إخراجِ زكاة الفطرِ، وصورُهُ

تاريخ النشر : 8 ربيع أولl 1446 هـ - الموافق 12 سبتمبر 2024 م | المشاهدات : 84
مشاركة هذه المادة ×
"التوكيلُ في إخراجِ زكاة الفطرِ، وصورُهُ"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
 فإنه في كثير من الأحيان يعجز المزكِّي عن إخراج زكاة فطره بنفسه؛ لذا يحتاج إلى التوكيل في ذلك؛ وهو مخرج شرعيٌّ حسن، يُيسِّر على كثير من المسلمين، وصوره كالآتي: 
- أن يكون المُزكِّي مسافرًا، ولا يجد من يعطيه زكاته من الفقراء، فيوكِّل في بلده من يخرجُها عنه، وإما أن يرسل إليه ثمنها، ويشتريها طعامًا، ثم يخرجها، أو يقوم الوكيل بالشراء والإخراج من ماله، ويطالب المُزكِّي بالثمن، الذي هو بمثابة الدَّيْن في ذمته، يردُّه حسب ما اتفقا عليه.
- أن يريد المُزكِّي إرسال الزكاة خارج البلد لمصلحة راجحة، كما هو الحال الآن في غزة، فيوكل من يشتريها من تلك البلاد أو أقربها إليه طعاما، ويخرجها هناك، ويدفع الثمن بالطريقة التي يتفقان عليها.
وفي هذين الحالين وما يشبههما، يجب على الوكيل أن يخرجها قبل صلاة العيد، وإن أخرجها بعد صلاة العيد لغير عذر أثم، ولم تجزئ عن المزكِّي، ولا يأثم بذلك، فيكون كالمعذور، يخرجها هو نفسه، أو يوكل من هو أوثق، وهذا فيه إشارة إلى ضرورة اختيار وكيل ثقة.
أما إن تأخر الوكيل في الإخراج لعذرٍ، فلا بأس لو أخرجها بعد الصلاة، إذ له حكم الموكِّل تماما.
أما لو كان المزكِّي قد وكَّل جهة رسمية من وزارات الأوقاف، كالجمعيات الخيرية المصدقة من الدولة ونحوه، فإن أهل العلم يقولون: إن توكيل مثل هذه الجهات هو بمثابة دفع المال للفقير، وكأن تلك الزكاة وقعت في يد الفقير، وتكون نائبة عن الغني وعن الفقير، لقوله صلى الله عليه وسلم: (تؤخذ من أغنيائهم، وترد في فقرائهم) فجعل ردها للفقير، دون إنابة من الغني، إنما هو أناب نفسه عنه، وعن الفقير، بموجب ولاية الدولة.                                               
فعلى تقدير أن تلك الجهة أخَّرت الإخراج، لبَعد العيد، فلا يضر المزكِيَّ، وهي مجزئة عنه، كالفقير تماما يستلم زكاة الفطر في موعدها، ثم يأكلها على فترات طويلة.
وهذا هو الفرق بين توكيل شخص، أو توكيل الجهات النظامية الموثوقة.
- ولا بأس لو دفع الزكاة لوكيلٍ في أي وقت في العام، إنما العبرة بوقت إخراجها للفقير، أن يكون في الوقت المحدد شرعًا، وهو قبل صلاة العيد، ولا بأس قبل العيد باليوم واليومين.
- ذكر أهل العلم: أن للفقير أن يوكل الغنيَّ في استلام الزكاة من نفسه، عن الفقير، فيقول الفقيرُ للغني: "وكَّلتك في استلام زكاتي منك"، وتكون عند المزكِّي بمثابة الوديعة للفقير، متى جاء استلمها.
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 28/9/1445هـ
 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف