خزانة الفتاوى / الصلاة / حكم صلاة ركعتين بعد نداء الجمعة الأول

حكم صلاة ركعتين بعد نداء الجمعة الأول

تاريخ النشر : 9 ربيع آخر 1446 هـ - الموافق 13 اكتوبر 2024 م | المشاهدات : 16
مشاركة هذه المادة ×
"حكم صلاة ركعتين بعد نداء الجمعة الأول"

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط
  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد 
 فقد شاع بين الناس أنه متى أذَّن المؤذنُ الأذان الأول يوم الجمعة، أنه يقوم فيصلي ركعتين! وبداية أقول: 
أذان الجمعة الأول، هو الأذان الذي وضعه عثمان رضي الله عنه، واجتمع العمل عليه من عهد الصحابة رضي الله عنهم دون نكير، إلى زماننا هذا، وتلقته الأمة بالقبول، ففي البخاري عَنْ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ : كَانَ النِّدَاءُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوَّلُهُ إِذَا جَلَسَ الْإِمَامُ عَلَى الْمِنْبَرِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَلَمَّا كَانَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَثُرَ النَّاسُ زَادَ النِّدَاءَ الثَّالِثَ عَلَى الزَّوْرَاءِ. والزَّوْرَاءُ موضعٌ بالمدينة.
فهو أذان زاده عثمان رضي الله عنه، لتنبيه الناس، وليس لدخول وقت الصلاة، فهو أذانٌ لا تتبعه إقامةٌ، ولا يدل على دخولِ وقتٍ!! ومن ثَمَّ فلا تشرع له صلاة ركعتين بعده. 
ولا يظهر لمن يصلي ركعتين بعده دليلٌ، إلا الاستدلال بقوله صلى الله عليه وسلم: (بين كلِّ أذانَيْن صلاة) وهذا في قولِ غالبِ الشُّرَّاح المراد به: الأذان والإقامة التي تتبعه. 
وعليه، فلا تسن صلاة خاصة بعد الأذان الأول يوم الجمعة، لا لخصوصه، ولا على المعنى الذي ذكرتُه، بل ترك ذلك أولى؟
أما إن صلى من باب التنفل المطلق قبل صلاة الجمعة، فلا بأس أبدا، وهو محفوظ من فعل الصحابة رضي الله عنهم حتى دخول الإمام للخطبة، أو صلى تحية المسجد، وقد صادفت صلاتُه الأذانَ الأولَ، فلا بأس. 
إنما التنبيه على تخصيص هذا الأذان بركعتين، كما هو صنيع كثير من المسلمين اليوم، فبمجرد ما ينتهي المؤذن من الأذان الأول، تجد الناس يقومون لصلاة ركعتين! فهذا العمل لا أصل له من السنة؛ بل لم يكن الأذان الأولُ موجودًا أصلا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؛ لذا شدَّد البعض، وقال ببدعية تلك الركعتين دبر الأذان.
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 15/1/1446هـ
 

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف