الحمد لله وكفى، وصلاة وسلاما على عبده ونبيه المصطفى، وعلى آله وصحبه المستكملين الشَّرَفا، وبعد
قالوا: "السماء قبلة الدعاء"!!
يزعم هذا الضالُّ المضلُّ أن العبد حينما يرفع يديه إلى السماء، وهو يدعو ربه سبحانه وتعالى، إنما يرفع يديه إلى السماء؛ لأن السماء قبلة الدعاء، كما الكعبة قبلة الصلاة !! وليس لأنه ينادي اللهَ تعالى في علوِّه!
كلام باطل، ما قاله إلا ثلة من مبتدعة أهل هذا الزمان، ولا أقول: إنه كلامٌ يخالف عشرات، بل مئات الأدلة من الكتاب والسنة وإجماع السلف، على علوِّ الله تعالى بذاته، فإنهم أجهل من أن يفهموا نصًّا واحدًا، فضلا عن تلك الأعداد العظيمة من النصوص.
إنما أقول: يخالفون بكلامهم هذا الفطرة البسيطة المرتكزة في النفس البشرية، فما قال أحد قط: يارب، إلا وهو يجد ضرورةً فطريةً بطلب العلوِّ.
فتلك المرأة البسيطة، تبيع خبزًا على باب المسجد، لم تؤتَ من العلم شيئا، حينما يفزعها الأمر، تجد ضرورة من فطرتها البسيطة بالتوجه إلى الله تعالى، رافعةً يديَها إلى السماء، يارب يارب.
فحتى تلك الفطرة البسيطة ما سلمت من جهلهم، نسأل الله تعالى السلامة والعافية.
وكل هذا من أجل مقالة كفر، ما أنزل الله بها من سلطان، تَبِعوا فيها الفلاسفة وأهل الاعتزال وغيرهم، وأن الله -تعالى عن قولهم علوًّا كبيرًا- ليس له مكان!
والله المستعان
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 9/2/1446هـ