الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى، وآله وصحبه المستكملين الشَّرَفا، وبعد
صلَّيْت وراء أحدهم، فركع بقرابة خمس وعشرين تسبيحة، وبقدرها سجد السجدتين في كل ركعة، حتى أنهى صلاة العصر في قرابة خمس وأربعين دقيقة!
فلما انتهيت سألته:
أليس الله تعالى يقول: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)؟!
ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: (صلوا كما رأيتموني أصلي)؟!
ألم تكن الصلاة هي آخر وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، وهو على فراش الموت: (الصلاةَ الصلاةَ وما ملكت أيمانكم)؟!
أليست صلاته صلى الله عليه وسلم قد حُفِظت بكل ما فيها، حتى سكتتاته فيها صلى الله عليه وسلم، وكأنه إشعار من الله تعالى أن احفظوها كما هي، وأدُّوها كما هي.
وهو يقرُّ بذلك كله.
فلم إذن هذا التعدي على هديه صلى الله عليه وسلم في تلك العبادة الجليلة؟! واللهِ لَفِعْلُك هذا في صلاةِ فريضةٍ من جنس البدع!
إخواني: الصلاة هي العبادة الجليلة العظيمة التي لا تحتمل العبثَ أو الخوضَ فيها بحال، بل تحفظ كما شرعها الله تعالى، وبصفتها التي أداها وحافظ عليها النبي صلى الله عليه وسلم.
رزقنا الله وإياكم الفقه في كتابه، وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ورزقنا جميعا العمل بهما ظاهرا وباطنا.. آمين
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 3/3/1446هـ