المواد / المقالات / التنبيه على بعض عبارات الشيعة

التنبيه على بعض عبارات الشيعة

تاريخ النشر : 22 شوال 1446 هـ - الموافق م | المشاهدات : 2354
مشاركة هذه المادة ×
"التنبيه على بعض عبارات الشيعة "

مشاركة لوسائل التواصل الاجتماعي

نسخ الرابط

التنبيه على بعض عبارات الشيعة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

فإنه لمن المؤسف ما نسمعه كثيرا من بعض أهل العلم، وقد نجده في كتابات البعض من ترديد عبارات اختصَّ بها الروافض، سواء في كتاباتهم، أم في حواراتهم ولقاءاتهم، ولعل من أبرز ما يذكر في هذا المقام تلك العبارات:

"صلى الله عليه وعلى آله وسلم" وهذا عند ذكر النبي صلى الله عليه وسلم.

"كرم الله وجهه" وهذا عند ذكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه خاصَّة.

"الإمام علي" فيلقبون علي بن أبي طالب بالإمام، وكذا بقية أئمتهم.

"عليه السلام" يقصدون به عليًّا، أو أحدَ أئمتهم.

وهذا في بعضه باطل، وفي بعضه مناقشة.

أما الباطل فهو في عبارة: "صلى الله عليه وعلى آله وسلم" فإن هذا من الباطل، ففيه إغماض وإنقاص من حق الصحابة رضي الله عنهم، وقد اجتمعت الأمة على الترضي عنهم جميعا عند ذكرهم، وإنما لم يذكرهم الروافض لما عُلم من بغضهم الشديد لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى الأخص أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، وهذا محض باطل.

ومما نقل في عدائهم الشديد لهؤلاء الثلاثة على الأخص:

قال بعض الروافض : ( إنّ مما لا يختلف فيه اثنان ممن على وجه الأرض ، أن الثلاثة الذين هم في طليعة الصحابة - يعني أبا بكر وعمر وعثمان - كانوا عبدة أوثان، حتى لفظوا آخر أنفاسهم في الحياة ) .

وقالوا عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه : ( كان يصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والصنم معلَّقٌ في عنقه يسجد له ) .

وقالوا عن عمر رضي الله عنه: ( إنّ كفره مساوٍ لكفر إبليس إن لم يكن أشد ) .

وقالوا عن عثمان رضي الله عنه : ( كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ممن أظهر الإسلام ، وأبطن النفاق ).

فانظر للكذب البواح، في واضحة النهار، والعداء الشديد لأكرم خلق الله بعد رسوله صلى الله عليه وسلم، فالذي ندين لله تعالى به حب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، الذين امتدحهم الله في كتابه العزيز، وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم.

أما عبارة "كرَّم الله وجهه" أو "عليه السلام"، فهذا مما اختصوا به، ولا ينبغي، بل المشهور أن يقال لجميع الصحابة، كبيرهم وصغيرهم: "رضي الله عنه"، ولا يختص أحد بمزيد خصوصية في الدعاء، قال ابن كثير عند قوله تعالى : " إن الله وملائكته يصلون على النبي ... " : وقد غلب في عبارة كثير من النساخ للكتب أن يفرد علي رضي الله عنه ، بأن يقال : " عليه السلام " ، من دون سائر الصحابة ، أو : " كرم الله وجهه " ، وهذا وإن كان معناه صحيحا ، ولكن ينبغي أن يساوى بين الصحابة في ذلك ؛ فإن هذا من باب التعظيم والتكريم ، فالشيخان وأمير المؤمنين عثمان أولى بذلك منه رضي الله عنهم أجمعين " .ا.هـ.

فهذا كما ترى من صنيع الجهال أهل الضلال والغي من الروافض ومن شاكلهم، وسار على دربهم جهلا منه، فليس من عمل أئمة الهدى، ولا عمل أهل العلم المعنيين بحراسة الدين.

وأما ما يحتمل المناقشة من هذا، فهو زعمهم أن عليًّا إنما استحق هذا التخصيص لأحد أمرين: إما لأنه لم يسجد لصنم قط، أو لأنه لم يرَ عورته.

وكلا الوجهين لا قيمة له، فكثير من الصحابة رضي الله عنهم لم يسجد لصنم قط، فزيد بن عمرو بن نفيل حنيفي موحِّد ، لم يثبت عنه أنه سجد لوثن قط، وقد مات قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وجماعة ممن أسلم من الصحابة لم يثبت عنهم أنهم سجدوا للأصنام، وكذلك الصحابة الذين ولدوا في الإسلام، لم يسجدوا إلى صنم قط، فلا وجه لتخصيص علي بهذا، بل تخصيصه ضرب من البدع في الدين. انظر فتوى للشيخ سلمان العلوان.

أما قولهم: إنه لم ير عورته، وأي عيب في أن يرى الشخص عورته؟!

وأين في الشرع أن رؤية العورة مذموم، وأن عدم الرؤية موجب لكرامة الوجه؟!! مع أن ظواهر السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يتحرز من هذا، فهل وجه علي رضي الله عنه أكرم من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!!!

هذا محض جهل، ولغو من القول لا دليل عليه.

وهم، - والله - ما قالوا هذا إلا كيدا لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، خاصة أبو بكر وعمر وعثمان الخلفاء الأخيار رضي الله تعالى عنهم، فيتخذون من مدح علي رضي الله عنه سُلَّما للطعن في هؤلاء الأئمة الأخيار.

ثم يجب أن يعلم أن الأصل المتقرر في الإسلام، وهو ما انعقد عليه إجماع أهل العلم الثقات، من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم: أن أولى الناس بالفضل أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي رضي الله عنهم أجمعين.

ففي البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( كنا نُخيّر بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، نخير أبا بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم) .

وفي لفظ قال : ( كنا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا نعدل بأبي بكر أحداً ثم عمر ثم عثمان، ثم نترك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم ) .

وقد تواتر النقل عن علي رضي الله عنه بأن أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر. انظر: فضائل الصحابة للإمام أحمد.

فالأصل أن يسوَّى بين الصحابة رضي الله عنهم، ولا يخصص بعضهم بشئ دون بعض، وأنه لو كان أحدٌ أولى بتخصيصٍ، فهو أبو بكر ثم عمرُ ثم عثمانُ ثم عليٌّ ثم سائر الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، وهو ما انعقد عليه الإجماع، وأن ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة. فتح الباري 7/34.

تنبيه: فإن قيل: إننا نجد في كتب الثقات من أهل العلم بعض هذه العبارات، ككتب شيخ الإسلام وابن القيم وابن قدامة والنووي وغيرهم؟

فالجواب: أن هذا من تصرُّفات الكَتَبة والنساخين، كما ألمح إليه ابن كثير فيما سبق، سيما إن علمت أن كثيرا من الكَتَبة كانوا من الشيعة، كما هو الحال في كثير من البلاد التي دوِّنت فيها هذه الكتب، والله الموفق.

كتبه: د.محمد بن موسى الدالي

في 28/6/1433هـ

 
المادة السابقة
المادة التالية

مواد جديدة

التعليقات (0)

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف