مدخل
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد
ففي هذه الورقة الموجزة أطرح قضية تغيير خلق الله وعلاقته بالتجمل والتجميل، وذلك ضمن حلقة نقاش ضوابط وقواعد في اللباس والزينة والتجمل التي ينظمها موقع الفقه الإسلامي .
وتجدر الإشارة إلى أن أصل هذه الورقة بحث الدكتوراه الذي كنت أعددته عن الجراحة التجميلية وطُبع فيما بعد ، إلا أنني حاولت صياغته بما يوافق موضوع هذه الحلقة .
وسيجد القاريء أن جل ما ذكرته مرتبط بالجراحة التجميلية ؛ وذلك لما يلي :
أ ـ أن أصل الورقة ـ كما تقدم ـ في الجراحة التجميلية ، ولم يكن لدي وقت كافٍ لإعداد بحث مستقل في الموضوع .
ب ـ أن الجراحة الطبية تُعد أظهر صور تغيير خلق الله ؛ لأنها تؤثر على أعضاء الجسم بشكل مباشر وتغير شكلها إما بالإضافة أو الإزالة أو التعديل وإعادة التشكيل ، وكثيراً ما يلجأ الناس (خاصة النساء) لجراحة التجميل بقصد التجميل والظهور بمظهر حسن ، أما الوسائل الأخرى فالغالب أنها إجراءات موقته وإضافات منفصلة لا تؤثر في بنية أعضاء الجسم كالتجمل بالمكياج والملابس والعطور وتصفيف الشعر ونحو ذلك
وستكون الورقة في قسمين : أحدهما في ضبط التغيير المحرم من خلال استعراض النصوص الشرعية ومحاولة استنباط بعض القيود لما يحرم وما يجوز من التغيير
أما القسم الثاني فهو في تطبيقات ذلك ، حيث أشير إلى بعض الإجراءات التجميلية مع بيان حكمها بالنظر إلى تغيير الخلق ؛ ولذا فلست معنياً بإبراز سائر العلل والأدلة ، وإنما سأنظر إلى حكم الإجراء من خلال علاقته بتغيير الخلق ، وقد لا يكون في الإجراء تغيير محرم ، ومع ذلك فقد يكون محرماً لوجود علة أخرى للتحريم .
لتحميل البحث كاملاً