الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد.
فإن النفوس البشرية مجبولة على محبة الزينة والتجمل، سواء كان ذلك في التعامل مع النفس أو مع الآخرين، فهي تستهوي النفوس وتكسر القلوب وتسرق الأبصار، وقد أقر ذلك وقرره الشارع الحكيم، وجعل له حدودا وضوابط مختلفة باختلاف الصور والأحوال، وللمرأة النصيب الأكبر في التعامل مع هذه المسألة وهي مجبولة عليها أكثر من الرجل، ولذا فهي مطالبة به أكثر من غيرها، وخاصة في التعامل الخاص مع زوجها، فله عليها حقوقا للزينة الحظُ الأوفر منها، فالحياة الزوجية قائمة على استمالة أحدهما الآخر، وكسر نظره ونفسه أن يتطلع للآخرين، وهي -أي: الشهوة- غريزة أودعها الله في النفوس البشرية لا تتم ولا تكمل ويتحقق المقصود منها إلا إذا تحقق كمال الزينة والتجمل بينهما حتى يعشق أحدهما الآخر.
وفي هذا الزمان ومع تطور العلم وكثرة المستجدات، جدَّت في الزينة أمورا كثيرة هي مختلفة عما كان معهودا عليه في الزمان السابق، خاصة مع اتصال العالم الإسلامي بالعالم الغربي كثرت القضايا الوافدة غير المعهودة في بلاد المسلمين.
وفي هذه الدراسة محاولة لتسليط الضوء على هذه القضية التي هي أحوج ما تكون إلى البيان والإيضاح؛ وذلك ببيان بعض الضوابط الشرعية المتعلقة بهذا المسألة وهي تجمل المرأة لزوجها وتطبيقاتها المعاصرة.
ويتلخص الكلام في هذه المسألة في النقاط التالية:
مقدمة، وتمهيد، وأربعة مباحث، وخاتمة.
لتحميل البحث كاملاً