ما حكم إتيان العرَّاف أو الكاهن، وسؤاله عن أمور غيبية؟
الحمد لله رب العالمين
إتيان العرافين والكهنة كبيرة من الكبائر، وعلى المسلم أن يحذر من هذا العمل، وأن يراقب قلبه وعمله، فما كان متعلقا بأمر العقيدة، فليكن على حذر شديد منه، فإن الأمن والسلامة في الدنيا والآخرة منوط بتحقيق العبد للتوحيد، وإتيان العرافين والكهنة من نواقض التوحيد، فإن أتى الكاهن وسأله، فإن هذا مانع من قبول الصلاة أربعين يوما، فعند مسلم عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً)، فإن اجتمع إليه تصديقه بما يقول، فهذا كفر بما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعند أحمد والترمذي وأبي داود عن أَبِي هُرَيْرَةَ وَالْحَسَنِ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )، وهو حديث صحيح، ووجه كفر من يصدق الكاهن أنه تكذيب للكتاب العزيز، فقد قال تعالى: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }الأنعام59، وقال تعالى: {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ }النمل65، والآيات في ذلك كثيرة، والله الموفق.
كتبه: د.محمد بن موسى الدالي
في 23/2/1433هـ