السلام عليكم
ما حكم هذه الافعال اذ عندما يموت شخص و بعد الانتهاء من دفنه في الليل يقوم صاحب البيت بلم قراء القران و هم من كبار الناس ويقومون بقراءة القران جماعة في بيت الميت ما يعرف عندنا بالفدوة فما حكمها
الحمد لله رب العالمين
كل هذا من البدع والمحدثات التي دخلت بلاد المسلمين من جرَّاء الجهل، والبعد عن سُنة وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، والسُّنة أن يدعى للميت، لا أن يقرأ له القرآن، فما زال الناس يموتون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن يصنع شيئا من هذا، ولو كانت قراءة القرآن له من الخير لبادر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، وهو أعلم الناس بالخير، وأتقى الناس لله تعالى، لكن في الحديث الصحيح: ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، ومنهم: ولدٌ صالحٌ يدعو له ) ولم يقل: يقرأ له القرآن، وهذا الحديث في سياق العمل، ولو كان هناك عمل أرجى للميت وأنفع له من الدعاء لذكره النبي صلى الله عليه وسلم في هذا السياق، فقد تقرر أنه صلى الله عليه وسلم أحرصُ الناس على نفع الناس، وأعلم الناس بمرضات الله سبحانه، ولو كان يرضيه سبحانه قراءة القرآن للميت بعد موته لحثَّ عليه صلى الله عليه وسلم، وكذلك لم يبادر أحد من الصحابة رضي الله عنهم إلى فعل هذا، ولو كان من الخير لألقى الله في قلب أحدهم فعله أو السؤال عنه، فلم لم يكم عُلم أنه ليس من الخير في شئ.
وهذا يجب أن يكون متقررا في كل أمر من أمور العبادات، أن الخير كل الخير في اتباع سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، وعدم الابتداع بين يديه، فيعرض العمل على سنته، فما وافقها فهو من الدِّين، وما خالفها فليس من الدين في شئ، وعلى المسلم التوبة وترك هذا العمل، ففي الحديث : ( فسُحقا سُحقا لمن أحدث بعدي ) أي: بُعدا بُعدا، والله الموفق.
كتبه: د.محمد بن موسى الدالي
في 15/2/1433هـ