السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ياشيخ هل اذا اي شخص رقى نفسه او اخذ زيت مقري من شيوخ يعتبر من الذين استرقون ولا على ربهم يتوكلون اشرح لي ياشيخ حديث سبعون الف يدخاون الجنه بلا حساب وعقاب ادعلي ياشيخ بالحمل
الحمد لله رب العالمين
لا بأس بالرقية الشرعية من حيث الأصل، فإن النبي صلى الله عليه وسلم رقى الحسن والحسين رضي الله عنهما، وأقرَّ الصحابة رضي الله عنهم في رقياهم سيد الحي الذي نزلوا به، وقال: (أصبتم واضربوا لي معكم بسهم) أخرجه البخاري ومسلم، ومازال الصحابة رضي الله عنهم يرقون، ومَن بعدهم من السلف.
فالرقية الشرعية من حيث الأصل جائزة.
وكذلك للشخص أن يطلب من أحد أن يرقيه لعموم الأدلة الثابتة في هذا الباب، لكن هذا خلاف الأولى، فالواجب على المسلم أن يتعلق بالله تعالى، وأن يلجأ إليه فيما يصيبه، وأن يقوي فيه رجاءه سبحانه، قال تعالى: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ)[النمل:62].
ومن أراد أن يحقق تمام التوكل فلا يطلب الرقية من أحد، فإما أن يرقي نفسه بالمعوذات ونحوها، وإما أن يترك، وهو الأولى، وهذا هو معنى الحديث، أن تمام التوكل هو ترك العلاج بالكي، وترك طلب الرقية، وترك التشاؤم، والتشاؤم أمره أعظم، فهو شرك، فإذا حقق المسلم هذه المقامات الثلاثة، فهو من السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، جعلنا الله وإياكم منهم، ورزقكِ الله ولدا صالحا، إنه على ذلك قدير، والله الموفق.
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 28/2/1432هـ