السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز ان اغسل فقط العضو جيدا واتوضأ واصلي واغتسل غسل كامل مره واحده في اليوم ... ام استمر في الغسل الكامل في كل مره يقع جماع فيها حيت يتم الجماع 4 مرات يوميا .. فقد فقدت شعري من تكرار الغسل .. ومرض دائم من برودة الجو والشعر مبلول ؟؟؟؟؟ افيدوني
الحمد لله رب العالمين،
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ ..الآية}المائدة6.
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (إِنَّمَا الْمَاءُ مِنْ الْمَاءِ)أخرجه مسلم، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم الذي أصابته الجنابة بأن يفرغ على نفسه الماء.
فنصوص الشريعة توجب على من أصابته الجنابة أن يغتسل، ولكن إذا كان الشخص ليس بحاجة إلى الاغتسال، كأن يكون الجماع بعد العشاء، وتكرر الجماع، فإنه لا يطالب بالغسل في كل جماع، إنما إذا أراد الصلاة أو قراءة القرآن ونحوه، مما يجب له الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر، بمعنى أنه لا يجب لكل جماع غسل، فإذا تكرر الجماع أربع مرات بعد العشاء مثلا، فإنه يطالب بغسل واحد إذا أراد صلاة الفجر، أو أراد قراءة القرآن، وكذلك إذا تكرر الجماع بعد الفجر فإنه لا يجب الغسل إلا إذا أراد أن يصلي الظهر، أما الصلاة مع الجنابة فهذا لا يجوز، ويحرم على المسلم أن يقدم على الصلاة وهو جنب، ولا يكفى مجرد غسل الفرج فقط، والإقدام على ذلك مع العلم يعد كبيرةً من الكبائر.
ومن السنة لمن أراد الجماع مرة ثانية ولم يكن اغتسل أن يتوضأ، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أراد أحدكم العود فليتوضأ فإنه أنشط للعود) أخرجه الحاكم والبيهقي وابن حبان، وصححه الألباني.
كذلك إن أراد أن ينام على جنابة فإن السنة أن يتوضأ بعد أن يغسل فرجه، فعن عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ وَهُوَ جُنُبٌ غَسَلَ فَرْجَهُ وَتَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ".أخرجه البخاري ومسلم.
وسأل عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيَرْقُدُ أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ؟ قَال:َ (نَعَمْ إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرْقُدْ وَهُوَ جُنُبٌ). أخرجه البخاري ومسلم،
كما تسن التسمية عند كل جماع، وقول المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي الصحيحين من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (أَمَا إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ وَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبْ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، فَرُزِقَا وَلَدًا لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ).
والله الموفق.
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 4/7/1430هـ