هل يجوز سؤال الله سبحانه وتعالي بأن يريه الجنة في المنام ام انه يعتبر اعتداء في الدعاء؟
الحمد لله رب العالمين
الأظهر أن هذا من علم الغيب الذي أراد الله تعالى ألا يظهر إلا في الآخرة، يدل على هذا ما أخرجه البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (اللَّهُ أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ).
ولم تثبت رؤية الجنة في الدنيا إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أكثر من أثر، فرآها حقيقة في الصلاة، وكاد يأخذ منها عنقودا، وفي لفظ: (لو اجترأت عليها لجئتكم بقطاف من قطافها)، وهي رؤية عين حقيقية على الصحيح.
كما رآها صلى الله عليه وسلم في المنام، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُلُوسٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ فَقُلْتُ لِمَنْ هَذَا قَالُوا هَذَا لِعُمَرَ فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا) فَبَكَى عُمَرُ وَهُوَ فِي الْمَجْلِسِ ثُمَّ قَالَ: أَوَعَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَغَارُ؟!.أخرجه البخاري ومسلم.
لذا فنرى أن الأولى ترك هذا الدعاء خشية أن يكون من التعدي فيه، وعلى المسلم أن يسأل الله دخول الجنة، وأن يرزقه العمل الذي يدخله الجنة، فهذا من خير ما يُدعى به في هذا المقام، رزقنا الله وإياكم الجنة، وما قرَّب إليها من قول وعمل، والله الموفق.
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 26/2/1431هـ