بسم الله الرحمن الرحيم،
أنا شاب من المغرب، أعاني من كره والدي لاستقامتي، مما يدعهم يمنعونني
بالقوة من حضور مجالس الذكر و دروس العقيدة و الفقه و غير ذلك، مما ينتج عنه
انقطاع عن طلب العلم و عن الرفقة الصالحة التي تذكرني بالله و تساعدني على الثبات
على استقامتي، فيكون منعهم هذا كما هو حاصل الآن سبب لتراجعي عن ديني بعض الشيء، و
بالأخص باعتبار أنني تلميذ أعيش و سط محيط فاسد غافل معرض. فلذلك بدأت أفكر في
مغادرة البيت أو الهروب منه بعبارة أدق، حتى أنجو بديني، لكن المشكل الذي يعترضني
أنني لم أبلغ سن الرشد القانوني، و أنا بالنسبة للقانون قاصر و قد يتعرض من يكفلني
أو ينفق علي (أقصد هنا جمعية دور القرآن الكريم التي يترأسها الشيخ محمد المغراوي
حفظه الله، و التي تنفق على الطلبة الفقراء و تساعدهم في غير ذلك) أن يدخل في
مشاكل و متاهات و قضايا قانونية قد تؤدي إلى الإضرار به و بدعوته. ماذا أفعل يا
شيخنا، أسكنكم الله فسيح جناته.
الحمد
لله رب العالمين
نسأل الله أن يفرج كربك، وبعد.
أخي
الكريم، هذه أزمات على طريق الالتزام، قلما ينجو أحد منها، وعليك في هذه الأحوال
التأني والصبر، ومعالجة الأمور برفق وأناة، دون التفكير في الهروب من البيت،
فالأمر لن يصل لهذه الحال بإذن الله، وكونك في كنف والديك أمر كريم، حتى لو وقع
منهم بعض من هذه الأشياء، فهم أشفق الناس عليك، وأحنهم، ولكن هذا أمر معتاد، سيما
في المجتمعات التي تأثرت بالغرب تأثرا كبيرا، فعليك الصبر، ولا يعني هذا أن تتراجع
في دينك، لكن اسلك مسلك القرآن، فادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة
كأنه ولي حميم، والله الموفق.
في 1435/3/2ه |