ما حكم لبس قبعة بابا نويل برأس السنة للاحتفال ليس بغرض التشبه
بهم وانما للمرح فقط هل يعد كفرا؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد
المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فهذا لا يجوز، وهو من أعظم صور التشبه تحريما، لما فيه من التشبُّه
بهم في صورة من صور التدين والاعتقاد الباطل، بل من أقبح معتقداتهم: أن المدعو "بابا
نويل" عنده القدرة على إجابة طلبات الداعين، فيلبي دعوة من دعاه!! فهذا في
التشبُّهِ أعظمُ وأكثرُ خَطَرًا.
ثم اعلم أن قصد التشبه ليس هو مناط التحريم، إنما حصول صورة التشبه
بالكفار فيما هو من خصائصهم هو مناط الحكم، ولو بغير قصد، وعليه قامت الأدلة، ففي
صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم
رأى عليه ثوبين معصفرين. فقال له: (إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها)، وفي رواية
أخرى أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بحَرْق تلك الثياب، فنهاه النبي صلى الله
عليه وسلم عن مجرد مشابهتهم في الملبس دون قصد التشبُّه، لأننا نقطع أن عبد الله
بن عمرو رضي الله عنهما لم يكن يقصد التشبُّه، فالتشبُّه بالكفار محرَّمٌ بكل
حال، بقصد أو بغير قصد.
أما إن قصد التشبُّه وتعمده فهو أعظم إثما، وهو على خطر كبير؛ حتى
لو تشبه بهم في الباطن فقط، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو
منهم) فهذا الحديث فِيمَن قصد التشبُّهَ، وهو مستلزم لإلحاقِ المتشبِّهِ بالكفَّار،
حتى قال شيخ الإسلام: "وهذا الحديثُ أقلُّ أحوالهِ أن يقتضي تحريمَ التشبُّهِ
بهم، وإن كان ظاهرُه يقتضي كفرَ المتشبِّهِ بهم" والله الموفق.
كتبه: د.محمد بن موسى الدالي
في 24/3/1438هـ