حكم صوم يوم الجمعة والسبت منفردين
أحاول الصيام يوما بعد يوم، لكن لا تنضبط لي هذه العادة، فهل يجوز لي
بسبب هذه العادة غير المنضبطة أن أصوم الجمعة أو السبت منفردين، لأنني كثيرا ما
أصوم كلا منهما منفردين تعويضا عما فاتني من الصوم، ولو تركت صومهما منفردين تفاقم
الأمر وشق علي القضاء، وكذلك يشق علي صومهما مجتمعين، أفتوني جزاكم اللله خيرا.
الحمد
لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
قوله
صلى الله عليه وسلم : ( وأحب الصيام إلى الله صوم داود، كان يصوم يوما ويفطر يوما
)، مقتضاه أن تقع الجمعة أو السبت منفردين، وهو صلى الله عليه وسلم يعلم ذلك قطعا،
فصوم السبت أو الجمعة في مثل هذه الحال مسنون، بل هو أحب الصوم إلى الله، ولم يكن
عليك أن تترك صومهما منفردين؛ لأنهما داخلان وهما منفردان في هذه الصفة حتما، أما
المنهي عنه فتخصيص الجمعة بصوم لأنها الجمعة، وأما السبت فخشية مشابهة اليهود، ومن
صام السبت وهو يصوم يوما ويفطر يوما، لم يشابه اليهود، ومن صام الجمعة أيضا على
هذه الصفة، لم يخصها بصوم.
كما
أن قوله صلى الله عليه وسلم : ( لَا تَخْتَصُّوا لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِقِيَامٍ
مِنْ بَيْنِ اللَّيَالِي وَلَا تَخُصُّوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ مِنْ
بَيْنِ الْأَيَّامِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ فِي صَوْمٍ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ) يدل على
أنه إذا وقع يوم الجمعة منفردا في صوم يصومه الشخص أنه لا بأس في ذلك.
فلا بأس أن تصوم الجمعة أو السبت منفردين، على التفصيل السابق، والله الموفق.
كتبه: د.محمد بن موسى الدالي
في
12/4/1433هـ