حُكم الرُّقيةِ عن بُعْدٍ
هل تصح الرقية عن بعد؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فإن الرقية الشرعية درجات، وأكملها أن يرقي العبد نفسه، كما ثبت ذلك عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه
كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها. اهـ، ولأن طلب الرقية من الغير تنافي كمال
التوكل المطلوب من العبد، لذا جاء في حديث السبعين ألفا : ( أنهم لا يسترقون ) أي:
لا يطلبون الرقية من غيرهم، فإن لم يستطع العبد أن يرقي نفسه، ورقاه غيره فلا بأس،
والأصل أن تكون عن قرب، حتى ينتفع المرقي، ببركة النفث مباشرةً بالقرآن والقراءة، وقد
استحبه جمهور الفقهاء، وهو لا يوجد في الرقية عن بُعد، نعم قد ينتفع الشخص بسماع
القرآن عن طريق الهاتف أو المسجل أو التلفاز، لكن لا ينبغي أن تكون الرقية بهذه
الطريقة؛ لكن الأولى في تلك الحال الدعاء للمريض، فدعاء
المسلم لأخيه بظاهر الغيب مرجوُّ الإجابة، قريبا كان الشخص أم بعيدا.
والله الموفق
كتبه: د.
محمد بن موسى الدالي
في 14/1435هـ